جمال العام وروعته يأتي من جمالنا وروعتنا ووعينا الذي من الواجب أن يغرس فينا وجيلنا نحن, أما بدون ذلك سيأتي العام مطابقا لنفس المقاييس للعام الذي سبقه.
نحن من يصنع العام وأبجدياته الحلو منها والمر ونجعله إما أن يكون عاما للبناء والعمل والتعايش ونحن من نصيغ أبجدياته سلبا وإيجابا فكل شيء يبدأ بالإنسان, فهو من يصنع الخير والشر معا..
عام مضى وانتهى بالحزن والألم, كان قاسيا ومبكيا بكل تفاصيله, لا صوت للسلام والحوار فيه سوى صوت الرصاص والانفجار, معظم ما فيه كان رماديا ومعتما, لا مكان للون الأبيض فيه, كل يحاول من منطق القوة أن يكون ويسعى للقضاء على الآخر, وترى منطق العقل والحكمة غائبا, عام أختتمه إرهابي مجرد من كل معاني الإنسانية بالحزن, بتفجير نفسه باللواء الأخضر إب ليحوله إلى لون أحمر.
أمنيات كثيرة تساودتي كما تساود الأحبة ممن كتب لهم النظر للحياة بإيجابية, ويسعون جاهدين لتغيير ما يستطاع في العام القادم, أمنيات السلام ممن لا يؤمنون بالعنف والظلم والفوضى والسلاح, المدججون بثقافة السلام والمحبة والإخاء, دعاة الحقوق والحريات التي تكفل للإنسان العيش بكرامة وعزة.
أمنيات أن يكون عاما خاليا من المليشيات, وحملة السلاح ودعاة العنف, عاما تعود فيه القيم الوطنية.. لكن ملامح العام تدفعنا لشيء من الأمل مع بقاء الألم ساكنا لنا بفعل منطق العنف والقوة والاستقواء لأننا نمقت كما يمقت الكثير من الأتقياء في هذا الوطن أن تزهق روح وأن تهدر قطرة دم, نحلم كثيرا بأمنيات لا تنتهي من الهدوء والاستقرار والعيش بدون عنف.
عانينا الكثير في العام الماضي لكن ما نتمنى أن لا يتكرر في عامنا هذا, لأن ما نرجوه هو أن تحضرنا قيم السلام والمحبة والتعايش والأخاء, وتغيب عنا كل السلوكيات العدوانية وإثارة الرعب.
كل عام وأنتم بخير وصحة وسلام
كل عام والوطن بلا مليشيات
صالح المنصوب
أنتم من يصنع العام 1165