اليمن أكثر دول العالم حدثت فيها ثورات، وكل مكون سياسي أو قائد عسكري أو شخصية اجتماعية أو زعيم طائفة أو زعيم قبيلة يتحدث عن دوره في الثورات, واليمن أكثر دول العالم في أحزاب ومنظمات مجتمع مدني ومنظمات إنسانية وحقوقية, وكذلك النقابات.
الحكام والنخب السياسية الحاكمة والمكونات السياسية وكل قيادات المنظمة يتحدثون عن حقوق الإنسان, وعن محاربة الفساد, ومع هذا فاليمن أكثر دول العالم فساداً, وانتهاكاً لحقوق الإنسان.
وبالرغم من الحديث عن هذه الثورات, إلا أن الفاسدين عادوا إلى السلطة بقوة, ودعم من الحاكم والنخب السياسية الحاكمة, ومن المكونات السياسية, كنا نتوقع بأن رياح التغيير, رياح الثورات ستصل إلى الجامعات ونزيح الفاسدين, وخصوصاً بأن بداية ثورة 2011 بدأت من الجامعات, منذ ثورة 2011 تم تغيير قيادات عسكرية كثيرة, وتم تغيير محافظين المحافظات, فعلى سبيل المثال في عدن تم تغيير 3 محافظين وفي الحديدة 3 محافظين, وكذلك في معظم المحافظات الأخرى, أما في عمران تم تغيير أربعة محافظين لكن للأسف القيادات الفاسدة والفاشلة في جامعة عمران لم يتم تغييرها حتى اليوم في عمران الفساد يزكم الأنوف، وخصوصاً في المؤسسات التعليمية والتربوية, ومنها جامعة عدن.
رئيس الجامعة ونائبه عليهم قضايا فساد في المحاكم, وفي الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة, وكذلك في الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد.
رئيس الجامعة ونائبه فشلا حتى في بناء إدارة للجامعة ما يقارب عشر سنوات، وهم قابعون في دار الأيتام، أي أنهم يديرون أعمالهم من مبنى للأيتام وبالرغم من الإمكانيات، التي تنفق للجامعة, إلا أن رئيس الجامعة ونائبه لم يستطيعا حتى في بناء قاعة دراسية لكلية التربية عمران, ولكليات أخرى, كذلك عجزا عن بناء كلية علمية, وعجزا عن ترميم الكليات وعن توفير كراسي للطلاب, محافظة عمران بحاجة ماسة لمكتبة مركزية، المؤسف أن رئيس الجامعة ونائبه كانا يفتقران للأساليب الإدارية, ويفتقران أيضاً للخبرة, لذلك خلال هذه الفترة فشلا فشلاً ذريعاً في تأسيس البنية التحتية للجامعة، علماً بأنهم أعادوا مبالغ مالية كبيرة تقدر بأكثر من مليار وثلاثمائة مليون ريال لوزارة المالية، ولولا فضل المنظمات وقيادات المحافظة ومنهم الشيخ دماج المحافظ السابق الذي تبرع بسبعة ملايين ريال لبناء ثلاثة هناجر, والتبرع بألف مقعد دراسي.. اليوم هذه الهناجر المبنية من الزنك أصبحت قاعات دراسية.. السؤال الذي يطرح نفسه: هل عام 2015 سيكون فعلاً عاماً للتعليم ويتم تعيين قيادات في الجامعة تتصف بالكفاءة, والنزاهة وقيادات تواقة للتغيير والتحديث, أم أنه سيكون عاماً فقط للخطابات والشعارات والمؤتمرات والندوات؟!.
منصور عون
الفساد في عمران يزكم الأنوف 1135