في ذكرى ميلادك العطرة يا رسول الله نعتذر إليك عن حال أمتك الذي لم يتغير ولم يستبدل كما تحب وترضى وتكون أمة قوية متحدة تأكل وتلبس من عمل يدها, تخيلت أن نحتفل بمولدك الشريف ونحن أسياد العالم والقائمون على شؤونه نسيّره بالعدل والقسطاس المستقيم, تمنيت ذلك حين قرأت آيتين من كتاب الله الأولى تقول: "ولا يجرمنكم شنان قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا" والثانية تقول: " ولا يجرمنكم شنان قوم على ألا تعدلوا" أي لا تعتدوا على قوم تكرهونهم لأنهم منعوكم عن المسجد الحرام ولا يكون بغضكم لقوم سبباً في عدم العدل معهم تذكرت ما يحدث على الساحة الآن ممن يقودون العالم إلى الهاوية بظلمهم وتمييزهم وبين من كانت هذه الآيات دستورهم وقانونهم الإلهي فلا شك أنهم أولى بقيادة العالم إلى الخير..
في ذكراك يا سيد الخلق مازالت الدماء المسلمة رخيصة يا رسول الله حرّمت دماءنا وأعراضنا وأموالنا في حجة الوداع وقلت أيضاً: "كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه وتوّعد ربنا سبحانه وتعالى القاتل بالخلود في جهنم وجعل من قتل نفساً كأنه قتل الناس جميعاً ولكن نرى ذلك والحسرة تملأ قلوبنا في فلسطين والعراق وتونس وكذلك هنا على أنفسنا فكنا على غيرنا أهون.. نعتذر إليك يا سيد الخلق مما تعيش فيه أمتك من إفراط وتفريط رغم أن سبحانه وتعالى جعلنا أمة وسطا ورغم أنك يا رسول ما خيرت بين أمرين إلا واخترت أيسرهما ما يكن إثماً وجئت بالحنفية السمحاء ولكن هناك من يشقون على أمتك ويشددون عليها وآخرون يفرطون في سنتك ويتساهلون في دينهم.
نتمنى يا رسول الله أن يكون احتفالنا بمولدك في اتباعنا لسنتك وللخير والنور الذي جئت به وأن يكتمل إيماننا بأن نحكم فيما شجر بيننا ونضع أهواءنا جانباً حتى تسود العالم ونكون خير أمة أخرجت للناس وما ذلك على الله ببعيد.. وشيء جيد بذكرى هذه المناسبة العظيمة أن السيد الفاضل الجليل محسن أبو بكر المحضار أحد أعيان وطننا اليمني يقيم من كل عام احتفالاً كبيراً في منزله وتحضره أعداداً كبيرة من المواطنين للمشاركة في هذا الاحتفال الكبير السنوي "المولد".. كما يقيم مأدبة غداء كبيرة للحاضرين الذين يقدمون للمشاركة في هذا الاحتفال بمولد الهادي الأمين رسول الرحمة والإنسانية أسوتنا الحسنة في المكارم الأخلاقية والقيم والفضائل النبيلة والمبادئ السامية.. أنقول بصحيح العبارة أن الدنيا صارت للكثير من أتباعه كل ذلك صار أمراً بعيد المنال في زمن يحكمه المال؟ أنقول أن القوي لم يعد يرحم الضعيف والغني لم يعد يعطف على الفقير؟ أنقول أن الأمان والمروءة والكرامة والشهامة صارت كالغول والعنقاء والخل الوفي من المستحيلات في عالم اليوم.. أنه كلام كثير ولكن ما عسانا إلا نقول في نهاية موضوعنا "سلام عليك يا رسول الله في يوم مولدك وكل عام وأنتم بخير".
أحمد عبدربه علوي
سلام عليك يا رسول الله في يوم مولدك 1171