نعم! حقيقة الإعلام غائبة منذ زمان بعيد وحتى وقتنا الحالي وما زالت هناك أسئلة تعصف في مخيلتي وتبحث عن جواب لم أجده في الكتب ولا المنشورات ولا الجرائد هو لماذا إعلامنا العربي بشكل خاص والإعلام الخارجي بشكل عام قائم على المغالطة والمحاباة والمجاملة؟ لماذا دائماً يرفض الإفصاح بالحقيقة مع أن الحقيقة هي ضالة الإنسان المنشودة التي يسعي إليها ومع ذلك يجب علينا كإعلامين أن نؤمن بالحقيقة ونلتزم المصداقية ونجعلها نصب أعيننا.
فالرجل الإعلامي صاحب رسالة, صاحب فكرة يجب أن يوصلها حتى لو كان الثمن باهظاً ومع علمنا بأن السياسة الإعلامية القائمة في الوقت الحالي, والأسف يكمن في أن تكرَّم كل الإعلامين أو الوسائل الإعلامية التي تعتمد على التلفيق والتزوير, فهذا في نظرهم هو الإعلام الحقيقي, فتباً لهم ولهُ من إعلام, فأمَّا من يلتزم بالمصداقية فليس ببعيد أن يُسجَن أو يُغتال أو يُنفى ويمكن أن يعرض على المحاكم ولا يمكن أن يخرج بحكم براءة, فالبراءة في هذه الحالات ليست سوى شبهة.
والمصيبة الحقيقية تكمن هنا, لماذا سياسية تكتم الأفواه؟ لماذا أجهزة الإعلام تجعل من أتفه الناس وأجهلهم مشهورين ومن أخلص الناس وأعلمهم مغمورين؟ وما نحن بصدده اليوم هو أننا نريد أعلاماً مستقلاً, إعلاماً محايداً عنوانه الحقيقة هي الهدف المنشود والغاية الأسمى.. نريد إعلاماً وإعلاميين ذوي أفكار نيِّرة ومشاعل متوقدة.. نريد أقلاماً حرة نزيهة بعيدة عن الكذب والزَّيف والخداع إذا, فلنكن أصحاب همِّة وطموح وأصحاب رسالة إعلامية لا تقبل المساومة ولا أنصاف الحلول.
جلال الصمدي
الإعلام والحقيقة الغائبة 1118