يأتي العام الميلادي الجديد2015م والأمة اليمنية الواحدة الموحدة تعاني الأمرين.. مُر شظف العيش والضائفة الاقتصادية والمالية، ومر الانقسام والتشظي والتشرذم في وحدة الصف الوطني على نحو ضاعف من معاناة الشارع وانفجار الأوضاع سياسياً وعسكرياً بسقوط العاصمة صنعاء في مخالب الحركة الحوثية المعروفة بجماعة "أنصار الله"، هذا فضلاً عن اجتياحها للعديد من المحافظات اليمنية مقابل همود مخزٍ للمؤسسات الرفيعة في البلاد.. كالرئاسة والحكومة ومجلس النواب والشورى والسلطات المحلية، الأمر الذي أغرى جماعة "أنصار الله" بمزيد من التوسع وإسقاطها للعديد من المؤسسات على أن المكونات السياسية والاجتماعية وجماعة "أنصار الله" كانت قد وقعت اتفاق السلم والشراكة الوطنية بملحقه الأمني والعسكري بيد أن ذلك الاتفاق لم يترجم ويتنفذ في الواقع العملي الملموس ليصل اليمن إلى حالة فراغ سياسي كبير..
ولعل الخروج من هذه الأزمة السياسية الخانقة والمدوية يستدعي مزيداً من الإخلاص ثم الوطن ومزيداً من صدق النوايا علاوة على المزيد من الصدق وتغليب مصلحة الوطن العليا في السلم والأمن والأمانة على ما عدها من منافع ومصالح ضيقة وأنانية لنبسط رداء التعايش السلمي السلس بين جميع مكونات الجماعات السياسية والاجتماعية عن المناكفات والمشاحنات والمكايدات السياسية، حيث نتطلع في هذا العام الميلادي الجديد 2015م أن نحقق هدوءً سياسياً وأمنياً كبيرين قائمين على التعايش والتفاهم بين جميع المكونات السياسية والاجتماعية كتأكيد واعٍ على الحكمة اليمنية وعلى أن اليمن ملاذاً آمناً من الفتن والأحن فهذا النبي والرسول الأعظم ـ صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم يقول: "إذا كثرت الفتن فعليكم باليمن" كون اليمانيين أهل حكمة وإيمان وفقه، فالإيمان يمانٍ والحكمة يمانية والفقه يمان كما أخبر بذلك رسولنا ونبينا الأعظم ـ صلى الله عليه وعلى أصحابه، وزوجاته وسلم.
وأتمنى على الله العزيز القدير أن يجنب اليمن كل سوء ومكروه في هذا العام الميلادي الجديد وسائر أعوام الدهر متضرعين إليه بأن يحقن دماء العرب والمسلمين في سوريا والعراق وليبيا وشتى أمصارنا العربية والإسلامية، ويوحد كلمتنا ويجمع شملنا وشتاتنا ويذهب بلاء انقسامنا وتشرذمنا كي نتحمل مسؤولية النهوض بأقطارنا العربية والإسلامية محققيين المجد والرفعة والسؤدد واللحاق بركب التقدم والتطور والتحديث.. على أننا نتطلع في هذا العام الميلادي الجديد بأن يكون عام الانطلاقة المثلى لغدٍ مشرقٍ ووضاء للأمة اليمنية الواحدة الموحدة وللأمة العربية والإسلامية على ضوء تمتين عرى وحدتنا القومية والوطنية وجعل الوحدة اليمنية قطب الرحى في تحقيق الوحدة العربية والإسلامية الشاملة ولو نحقق أبسط وأدنى الوحدة كإعلان الحكم الكونفدرالي بين دول العالم العربي الاثنين وعشرين دولة..
وحتى يتحقق الحكم العربي والوطني، علينا في داخل قطرنا اليمن أن نطوي صفحات الماضي البغيض ونفعل ثقافة العقود والتسامح والتصالح ونفتح صفحة جديدة ونشيع أجواء الألفة والمحبة ومناخات الأخوة والتعاون ونرأف بهذا الوطن المعذب الذي لا يقوى على تحمل المزيد من المشاحنات والمواجهات والملاسنة بين بعض المكونات والمجاميع السياسية والاجتماعية، والانطلاق صوب بناء حاضر ومستقبل اليمن الكبير حفاظاً على لحمته ووحدته، أما على المستوى القومي العربي والإسلامي ينبغي على قيادات العمل السياسي في أقطار العالم العربي وأمصار العالم الإسلامي أن يعيدوا النظر في العلاقات العربية ـ العربية، والعلاقات الإسلامية ـ والإسلامية، واستخلاص رؤية ثاقبة لإعادة تموضع الأمة العربية والإسلامية على الخريطة السياسية العالمية..
وأخيراً وليس بآخر نتطلع أن يكون العام الميلادي الجديد2015م عاماً لتحسين معيشة الموظفين والمواطنين في يمننا الحبيب، فلقد بلغ السيل الزبى، وسبق السيف العذل إذ يتجرع المواطنون آلام الضائفة المالية وقلة ما في اليد، فالأجور متدنية تكاد لا تفي بالغرض ولا تسد الرمق، ولا تعين على الوفاء بالتزامات المعيشة في المستوى الأدنى لتسديد إيجار المنازل وسداد فواتير الماء والكهرباء، ناهيك عن المتطلبات والاحتياجات الشهرية من مأكل ومشرب، هذا فضلاً عن دخول غالبية الأسر اليمنية في أتون أزمات مالية عندما يتعرض أحد أفرادها للمرض لقاء الإنفاق على العلاج وكل عام والجميع بخير وإلى لقاء يتجدد بكم والله المستعان على ما يصفون.
عصام المطري
عن العام الجديد وتطلعاته..!! 1243