;
أمجد خشافة
أمجد خشافة

طائفية من طرف واحد 1279

2014-12-28 15:14:12


أدت الانتصارات السريعة للحوثيين إلى انفتاح شهيتهم ليس للقضاء على خصومهم فحسب، ولكن لمن يعتبرونهم بيئة حاضنة "للتكفيريين".

هذه البيئة تتمثل حسب الحوثيين بحزب الإصلاح والسلفيين، ومراكز العلم ودور القرآن، بمعنى إعلان الحرب على البيئة الشافعية التي تمثل المناطق الوسطى ومساحات واسعة في الشمال التي لا تخضع لنظرية الحق الإلهي لسلطة البطنين في فكر الحوثيين.

قال أحد قيادات الحوثيين: إذا أردنا أن نقضي على الفكر التكفيري فلا بد من القضاء على منابعه من المراكز العلمية، والمقصود بها دور القرآن ومراكز العلم الشرعية. وهذه هي نفس الدعوات التي قالتها أمريكا سابقاً، والآن تتكبد تبعات حرب غير رابحة فيها.

اليوم الحوثيون يخوضون حرباً بالوكالة بشكل مباشر أو غير مباشر عن دول ما بعد الحدود، وينفذونها بشكل حرفي، وهي ليست حرباً على من يسمونهم التكفيريين، أو القاعدة، فالقاعدة عناصر مسلحة متخفية، حين عجز الحوثيون القضاء عليهم، وحربهم بشكل مباشر، حاولت صناعة انتصارات على غيرهم من الجماعات، التي لا تمتلك مخالب للصراع والدفاع عن النفس.

حين التقى وفد من الإصلاح بـعبدالملك الحوثي في زيارة "التقارب"، قال الحوثي لأحد الإصلاحيين: "نحن لسنا طائفيين ولن نكون كما يصوّر البعض مثل ما يحدث في العراق من طائفية". هذه البراءة التي أبداها الحوثي تفضحها سلسلة الحرب التي أوقدها من بلدة دماج وتهجير طلاب العلم، مروراً بعمران وهمدان وصنعاء والمناطق الوسطى، وتجسد ذلك من خلال تفجير دور القرآن وتغيير العديد من أئمة مساجد في صنعاء واستبدالهم بأئمة حوثيين.

وعلى هذا الشكل من الحرب التي يقودها الحوثيون من نَفسِ طائفية بغطاءات سياسية ضد خصومهم، تتقمص الجماعات والقوى الأخرى المستهدفة دور المثالية وعدم الانجرار إلى دائرة الصراع الطائفي، مما تترك مجالاً لاستمرار الطائفية نفسها، ولكن من طرف الحوثيين، فقط، مستغلين هذا النوع من المثالية، للقضاء على ما بقي لهم من شرايين للحياة.

 الطائفية من طرف واحد – إذا استمرت- والتي يقودها الحوثيون، لن تقف على شكلها الحالي المتماهي مع تفكيرهم المنتشي بالانتصارات، ولكنها ستخلق مع الزمن غولاً متوحشاً طائفياً، وبيئة مليئة بالمآسي، وحالة من الانتقام التي ستتنشأ في ذهنية الخصوم، لا يقل عما صنعته طائفية المالكي وفيالق إيران ضد السنة في العراق.   

ربما يعتبر طرح موضوع مثل هذا، والتلويح بغول الطائفية مستقبلا، مستبعداَ لدى من يقرأ الصراع في بعده السياسي، لكن معطيات العمل الذي تمارسه جماعة الحوثي – إن استمرت به- في اليمن يعطي نتائجه مستقبلا أن اليمن ستكون على صفيح حربٍ طائفية، فعراق المالكي بدأت بتطهير بغداد بالهوية وتهجير السنة منها، وانتهت بالتفنن في قتلهم، وحين وصلت الطائفية لذروتها ضد السنة، كانت قد خلقت كيان ما سُمي بـ"الدولة الإسلامية في العراق" تعدت نظرته وأهدافه من المحلية إلى العالمية، قائمة على حرب الهوية واستجلابها، بعد أن حاولوا طمس هويتهم من الوجود.

 ما الذي جلب الحوثيون من جبال مران إلى الحديدة وإب ليقوموا مؤخراً في الأولى باعتقال عضو هيئة علماء اليمن الشيخ أمين جعفر، وفي الثانية باقتحام جامعة القلم واختطاف اكثر من عشرين طالباً للعلم، وغيرها من الأحداث.. كل هذا يعبر عن فقدان الحوثيين توازنهم في الحرب مع الخصوم، وانكشاف ذريعتهم في محاربة الفساد سياسيا إلى محاربة "التكفيريين" عقدياً، فهؤلاء الذين اعتدوا عليهم، ليس لهم علاقة بذرائعهم، ولكنه الفشل في إيجاد انتصار ضد خصمهم الحقيقي، الأمر الذي يجعلهم يقودون حرباً طائفية، إذا استمرت؛ ستأكل جميع الطائفيين ولكن ستخلق توزان رعب لهذه الطائفية..

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد