تطلق وكالة رويترز للأنباء توقعات مخيفة عن اليمن قائلة: بأن العام " 2015 م" سيكون الأكثر دموية فيها!.
ترى هل هي تنبؤات صحفية , أم سياسات دولية تخرج للناس على هيئة أخبار ترسم صورة للغد , أم هي قراءات محايدة مبنية على دراسة موضوعية للمشهد اليمني, أم أنها لا تعدو كونها توقعات تشاؤمية تبخ السم في الروح المعنوية المنهارة لإنسان هذا الوطن؟!.
العام الرابع عشر للألفية الثالثة يخلع أخر ساعات من أيامه في مشهد درامي ملتهب في بقاع شتى من الأرض!
لقد رأينا جميعنا العام المنصرم يشيخ وينصرف محزوناً من هول ما رآه خلال سنته البئيسة في بلدان الربيع المحروق, وها هو يمضي لصفحات التاريخ, بعد أن رسم صورة قاتمة لليمن الحاضر والمستقبل..
ترى ماذا يراد لنا نحن اليمانيون من لدن العالم الآخر؟ وما الذي نريده نحن لأنفسنا؟.
في الحقيقة من المهم أن نعرف ماذا يريد لنا الأخر المستبد بمصير الشعوب المستضعفة على هذه الأرض , وأين يضعنا السادة على خريطة مخططاتهم القادمة , ومهم كذلك أن نمتلك القدرة على إرغامهم لوضع بعض التعديلات على هذه الخطط لنخرج من اللعبة الدولية بأقل قدر من الخسائر, والأهم من كل ذلك والأجدر هو أن نكون نحن قد عرفنا ما الذي نريده لأنفسنا ولوطننا!
لا أظن أن من في قلبه ذرة من الوطنية قد خطط في يوم ما لنصل إلى هذا القدر من الفوضى والدموية, وتشتت الرؤى!
والعجيب حقاً هو كيف يمكن للبعض أن يدعي الوطنية وحب الوطن وهو مستعد للتحالف مع أي أحد سيحقق له مأربه وأهدافه الضيقة ولو على حساب ضياع وطنه الذي يتغنى زوراً بمحبته , وتراه يقامر بمصير هذا الوطن ويساوم على سيادته , ويسعى بأفعاله من أجل تشويه صورة وطنه أمام العالم , ويمزق هويته ويسفك دماء أبنائه..
يتوقعون لنا سفك مزيد من الدماء؛ فهل حقاً ينتظرنا عام أكثر دموية مما كان, وهل يمكننا وقف ذلك النزيف؟!.
هرول الثوار المسيسون لطاولة السياسة الغير عادلة, ووقّعوا الاتفاقات التي طعنت الثورة في الخاصرة وقالوا: فعلنا ذلك كيلا تسيل دماء اليمانيين أنهاراً..
لكن الدماء سالت في كل بقعة من الأرض اليمنية, وأهدرت كرامة اليمني يوم ضاعت هيبة الدولة, وفقدنا الأمان الذي يدندن حوله الكثيرون؛ بل وصرنا مهددين بفقد أسمى قيمنا, ونخشى من فقد هويتنا.
فهل هذا ما كان يسعى له أولئك المتهالكون في ممرات السياسة الملتوية والتي التفت كأفعوان سام لتقتل الأمل في نفوس الثوار؛ بل وأكسبتهم مناعة ضد حمى الثورة ربما لن يشفوا منها إلا بعد حين, بعدما نفقد كل شيء يجعل لوجودنا معنى ويجعل للحياة على أرض بلادنا رونقاً وبريقاً, ونفقد لحمة الوطن وهويته؛ حينها سنكون قد فقدنا أخر مبررات انتسابنا لهذا الوطن المنكوب, وستتساوى قيمة الموت مع قيمة البقاء!.
نبيلة الوليدي
الموت أو البقاء!! 1189