ومانقموا منا إلاّ أننا ثائرون
لا ثأر قبلي بيننا وبينهم, ثأرهم معنا أننا ثرنا على الظلم والاستبداد وكل ماله صلة بهما.
ليسوا أكثر من مقاولي انتقام, وأدوات ثأر، وممتهني قتل, هكذا يسّوقون أنفسهم ومشروعهم, فأشخاص, أفعالهم كهذه ليسوا ثوارا وحالة تتصف بهذه الصفات ليست ثورة.
هي مزجٌ من الثأر المغلف برداء التثوير, والنقمة التي تأتي على شكل انتقام بحجج أوهن من نسج العنكبوت.
المتتبع لمسيرة الموت القادمة من كهوف صعدة والممتدة على رقعة الوطن يخلص إلى نتيجة واحدة لا تحتاج إلى مزيد من التحليل والدراسة, وهي أن كل ما حدث ويحدث انتقام وثأر ممن ساندوا الثورة في 2011م, انتقموا من القبيلة المساندة للثورة, وانتقموا من الجيش المؤيد للثورة, وانتقموا من الساسة الذين ساهموا في قيام الثورة وثأروا من رجال الأعمال الذين بذلوا أموالهم للثورة.
الحالة حالة ثأر وانتقام, والمنتقمون يحملون لا فتة "الحوثية " ظاهرياً, فيما المتسائل يبحث عن المستفيد والمستفيد من الانتقام؟ من ثرنا عليه وهو رئيس النظام السابق وليس الحوثيون الذين كانوا ظاهرياً شركاء لنا في الثورة عليه، لكن ولأنهم ينقمون ــ أي الحوثيين ــ من شعب أسقط حكم الأئمة الذي يحلمون أن يستعيدوه فإنهم يلتقون مع رئيس النظام السابق عند نقطة الانتقام, وبالتالي فإنهم تحللوا من شراكتهم معنا في الثورة وتشاركوا مع غريمنا في الانتقام منا, وكلاهما ــ الحوثي وعفاش ــ ماضٍ ثار الشعب عليه.
الانتقام وحده من يجمع خصمين متضادين ضد ثورة وئدت, وثوار عوقبوا على فعلتهم!!, يثأر الحوثيون لــ (عفاش) باسمهم مقابل أجرٍ منه, ويثأرون لأنفسهم بمقابل سخي من إيران.
هو مقاولو ثأر لا يتورعون أن يقودهم ثأرهم هذا إلى إسقاط وطن وانهيار دولة، فليس لديهم ما يخسرونه, ولا يملكون روح الوطنية التي قد تدفعهم إلى الغيرة على الوطن أو الحمية التي تدفعهم إلى الدفاع عنه والحسرة عليه.
ينتقمون منا لأننا ثرنا عليهم وينقمون على وطن أخرجنا من أحشائه إلى أرضه.. نرفضهم ومشروعهم, ينقمون منا لأننا رفضنا الاستبداد الذي هو جزء منهم ومن مشروعهم العائد بوجهٍ مكشوف ومعالم واضحة ومطالب لا ترتضي أقل من عودة حقهم في الحكم واستعباد العباد، على غير ما خرجوا عليه في 1962م يوم أن تخفوا بثياب النساء لتسهيل هروبهم.
تبدو الحالة واضحة للعيان بأن الماضي كمشروع يخاصم المستقبل وينقم منه ولا تفسير آخر يمكن أخذه في الحسبان.
حالة من الثأر والانتقام لن تنتهي حتى تشفى نفسية المنتقم من مرضه المزمن الذي وكأنه لن يستقر له بال حتى يرى اليمن ما كانت عليه قبل مجيئه.
هي حالة من استعجال النهاية التي تبدو ظاهرياً بأنها تقضي على الخصوم, وتخاصم المستقبل, وتنصّب نفسها حاكماً بديلاً عن الدولة, لكنها في الحقيقة هي طريق بداية النهاية.
الروح الشريرة لن تحيا على الدوام, والنفوس المريضة يأسرها الماضي ويتحكم بها, لكنها لا تدوم, والانتقام ستنتصر عليه الإرادة الصادقة, والثأر لن يهزم الثورة.
لقد أوذينا من قبل أن يأتينا الحوثي ومن بعد ما جاءنا وما غيّرنا ذلك أو بدّلنا, بل أصبحنا أكثر صلابة وأمتن روح وإن بدت كيانات أنها غائبة .
الانتقام- الذي تمارسونه- سيعود عليكم بالويل والثأرية التي تنتهجونها ستبعث لكم ثارات مع 30مليون يمني, وقتها ستجدون أنفسكم خارج خريطة الحسابات.
محمد محروس
منتقمون بإيجار..!! 1211