تطورت الأحداث.. وساءت الأمور. .واتسعت الهوه.. وانجلت الحقائق.. وتباينت الآراء.. وتحكمت الرغبات.. وتعددت الولاءات.. وتألم الوطن.. ولم تتألم الضمائر.. .كل ذلك.. ونحن لانزال مصرين.. على الاستمرار في سياسة "القوه، والتفرد، وإقصاء الآخر".. .مع أننا نعلم جيدا.. المطلب الحقيقي والمنطقي للواقع الذي ننشده.. .الواقع الذي تنسجم فيه كل الألوان.. لترسم لوحه متكاملة.. واضحة المعالم.. لوحة تتسع للجميع.. دون استثناء.. .. .ومع ذلك ندرك تمامآ.. عندما نفكر بجديه "فقط".. .أن الواقع الذي يرسمه كل منا.. بالوانه المفضله.. ويريد من الجميع التصفيق له.. دون غيره.. .هو مصدر متاعبنا وأوجاعنا.. في الماضي.. والحاضر.. والمستقبل لا قدر الله.. .
ونجد اننا عندما نختلف.. تكون نوايانا.. مخلصه في الخلاف.. فتتسلط على قدراتنا وإمكانياتنا.. وتجعل أثر الخلاف.. جليآ في واقعنا.. وتترك آثارآ خطيره على حياتنا.. .تقتل الأمن.. وتنشر الخوف.. وتثمر الجوع.. وتصب الرعب.. وتخلف الدمار.. وتنهي القرار.. وتجرنا نحو الانفجار.. .ونرى عنفوانيتها تعصف في كل أرجاء الوطن.. وتعبث بكل جميل.. كل ذلك وأكثر ماتحدثه الخلافات.. ذات الاسباب المنتنه.. عندما نصب نوايانا في روحها.. .. .ولو أطلعنا على قيم الاتحاد.. المتوجب ان تكون هي الحاضره.. .لوجدناها مجرد صوره معلقه.. على جدران الكثير من الأتفاقات.. اللامعه في شكلها وبنيتها.. والمفتقره لاهم متطلباتها.. وهي "الروح".. ."نعم".. الروح الذي يجعل منها حلاً ينعش الحياه.. وبلسم يلامس جراح الواقع.. وأملا يزرع التغيير الى الافضل المنشود.. .
أربعه أعوام انقضت.. في وضع متشنج.. مررنا خلالها.. بالعديد من محطات الاتفاق هذه.. بدآ بالمبادرة الخليجية.. وما تمخضت به من ميلاد لمؤتمر الحوار الوطني.. وما بعده من الاتفاقات الفرعية المتناثره.. ثم الاصطفاف الوطني.. والقرارات الامميه.. والوساطات الدوليه.. والسلم والشراكة.. .. وغيرها.. وصولا الى الاتفاق الاخير بين الاصلاح والحوثيين.. الذي استبشر به خيرآ.. وأتمنى أن يكون.. ميلادآ لاتفاق النوايا في بلادنا.. على الرغم من كثرة الأبواق المصابه بالسوء.. الهائجه عليه.. إلا أني.. سأظل مستبشرآ فيه خيرآ.. .وأستمر في القول <<اللهم بارك في اتفاقاتنا حتى تصبح حقيقه>>.. .
ولاشك أننا جميعا.. لا نغفل عن حقيقة ما جرى وما يجري.. وما يتوجب علينا القيام به من دور فاعل.. .لوقف النزاعات الهدامة.. والاتحاد من أجل البناء.. .فهل جاز لنا أن نحتكم للمنطق والعقلانية في ذلك.. وأن نؤمن بأن الوطن للجميع.. بخيره وشره.. .وأن من أقصي اليوم.. سيقصي غدا.. .وأن المنبع الوحيد لا تفافاتنا الصادقة.. هو إرادتنا الداخلية.. وليس الخارج.. .وأن قواعد المستقبل بشروط.. ورواسب الماضي بدون شروط.. .. فنردع رغباتنا عن التسلط.. ونقبل أن نعيش جميعا.. بدلا من أن نهلك جميعا.. ونستبدل قدراتنا الفائقة.. في النزاعات الهدامة.. .بقدرات علميه ومعرفيه بناءه.. .. ؟؟؟)))
<<أتمنى ذلك.. .>>
"لا يعيش السلام خلف أسوار العنف ولا توهب النهضة "مكافأة" لوطن مبني على الحروب"..
حسين الراشدي
كل طرف بمفرده فاشل 1119