الحركة الحوثية أو من يسمون أنفسهم جماعة انصار الله بقيادة عبدالملك الحوثي ،هذه الحركة او الجماعة وان ظهر للناس صعودها بسرعة الصاروخ إلا أنها حملت معها وبذات الوقت والسرعة بذور فنائها أو ما يسمى عوامل التدمير الذاتي أي انها بذات الوقت الذي تصعد فيه هو ذات الوقت الذي تضمحل فيه أي أنها تدمر نفسها من خلال الآتي :
الانغلاق.. الحركة أساساً نشأت منغلقة ومحصورة في مذهب معين ومنطقه محدودة ولم تتوسع بعد انتهاء أخر الحروب مع الدولة في عهد صالح .. لم تتوسع خارج مديرية مران وتلتهم صعده إلا بالحرب ثم تلتها توسعات في حجه وعمران وأخيراً صنعاء وما بعد صنعاء ..إلا بالحرب أيضاً فهي لم تتوسع وتنشر فكرها كالأحزاب الأخرى في زمن استقرار وخالي من الصراعات والتجاذبات .والمغامرة الأخيرة 21سبتمبر 2014م والتي كانت الفخ الذي اصطيدت بها الحركة أو أنها بنفسها ذهبت مختاره ...تحت بريق الفرصة الذهبية كما تراءى لها ...وبذلك تكون كالفراش الذي يقع في النار وفيها فناءه.. فهذه الفرصة السانحة التي تبدت لها تحت ذريعة الجرعة .كانت أول عوامل التدمير الذاتي لان المصلحة حركتها بشبق وشهوه ...ونسيت انها لم تقنع الناي في عوض اليمن وطوله من قبل وفي ظروف طبيعية مؤاتيه ..لكي يقبلوا بها على نطاق اليمن ...ناهيك عن مناطق الجنوب التي لاتزال مغلقه أمامها..
الحركة تصرفت وفقاً ونوازع الانتقام الكريهة والتي تنزع الشرعية والقبول والإذعان طواعية لمن أراد الحكم وهو يمارس الانتقام. من الآخرين فالمنتقم لا يتوفق في الحكم ..ولا يستقر ويستتب الوضع له وهذا العامل الثاني الذي وقعت فيه الحركة..
اما العامل الآخر انها كشرت عن أطماع وتوسعات وبسرعة خيالية وذلك لمد نفوذها والسيطرة علي اكبر مساحه ممكنه ..وغير مدركه وتجاهلت السنن الطبيعية والكونية لبناء الدول والسلطان وتجاهلت المتغيرات التي اجراها الزمن وثورة 2011م حتي في اطار المساحة الشمالية.
والعامل الآخر.. أنها أرادت أن تسيطر علي مفاصل السلطة والقرار السياسي دون تحمل المسؤولية والمشاركة في الحكومة ومرجعيتها لا تخضع للقوانين والدستور فالجماعة مرجعيتها السيد عبد الملك فقط ومرجعية السيد الله يعلم من أين ؟؟. كما أنها تريد أن تدير الحكم بطريقة المليشيات المسلحة ووضعت في كل وزاره أو مؤسسه جماعه من جماعتها يأمرون وينهون علي كيفهم.. وهذه من الأسباب التي جعلت الشعب ينفر من هذه الجماعة بل حتى الجامعات لم تسلم من تدخلاتهم!.
وعامل أخير وهو الانتهازية.. حيث انه فعل حركته باسم إسقاط الحكومة والجرعة والفساد ...وقد شاركت معه مكونات عديدة.. وكنا ننصحهم ولكن لا فأئده.. فقد قلنا لهم الحركة.. ستمتطي ظهورهم ومطالبهم .. كما امتطاها من قبل غيرهم ثم انقلبوا وانكشف القناع ولانتهازية وبالإضافة إلى غرور القوه الخادع هذان عاملان سيأكلان من رصيد وعمر الحركة وها هي اليوم تتلقي الانتقادات من كل طرف بل اننا كنا نشفق على بعض الذين افتتنوا بهذه الحركة .وسيجدون انفسهم في الاخير مخدوعين لان الأفعال التي تطال الأبرياء ء جراء تصرفات المليشيات الحوثية أو الصالحية المندسة فيها.. هي اليوم عنوان بارز.. لحركه اغتنمت فرصة تفسخ الأحزاب الكبيرة والقديمة والمجربة ..تفسخت لأنها انغمست في الفساد والإفساد حتى غرقت فيه ولم تحسن الخروج .. ولذلك ولجت هذه الحركة تحت وهج وبريق الفرصة السانحة وهي لاتزال فتيه فانقضت كالصقر ولكن لن يطول فرحها.. فاذا كانت الأحزاب التي شاخت وافلست احتاجت إلى ما يزيد عن الثلاثين عاماً لتنتهي صلاحيتها.. فحركة الحوثي ستدمرها العوامل المذكورة في بضع سنين لا اكثر..
أحمد عمر حسين
الحوثي وعوامل التدمير الذاتي 1064