بينما تتواصل جهود القيادة اليمنية، مدعومة عربياً ودولياً، لإيجاد حل سلمي يخرج اليمن من أزمته الخانقة التي تعصف به وتهدد كافة مقوماته ومقدراته، تواصل الجماعات المتطرفة عملياتها الإرهابية التي تستهدف مؤسسات الدولة وقوى الأمن والجيش، بهدف ضرب المصالحة اليمنية، وعرقلة كافة الجهود الرامية لإتمام عملية الانتقال السياسي في البلاد، وجرّ اليمن إلى حالة من الفوضى والعنف التي تهدد استقراره ووجوده.
هجومان جديدان بسيارتين مفخختين استهدفا مقراً للجيش في جنوب شرق اليمن، أعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عنهما، متباهياً بأنهما أوقعا عشرات القتلى والجرحى، فيما تحدثت مصادر أمنية عن مقتل نحو سبعة جنود ونجاة قائد عسكري، وذلك غداة هجوم في حضرموت التي تعد من أبرز معاقل التنظيم المتطرف، سبقته سلسلة هجمات دموية ومجازر، كان هدفها في الأساس مؤسسات عسكرية ومدنية وعناصر أمنية.
استهداف متكرر للقوات الأمنية والجيش بهجمات دامية تنسب عادة إلى تنظيم القاعدة، تتزامن مع عمليات تخريب متكرر لخطوط نقل النفط والغاز وشبكات الكهرباء، كلّفت الاقتصاد والموازنة العامة خسائر تقارب 6.9 مليارات دولار بين عامي 2012 و2014، فيما تعاني البلاد من ضغوط مالية اقتصادية ضخمة وغير مسبوقة.
وترافقها عمليات تمدد عسكري لمسلحي جماعة الحوثي، وتأجيل وخرق متعمد لبنود الاتفاقات المعلنة، إلى جانب دعوات جنوبية للانفصال تظهر بين الحين والآخر، تصب جميعها في خانة تفكيك اليمن ودفعه نحو مزيد من سفك الدماء، أو ربما اندلاع حرب أهلية، يرافقها وضع اقتصادي خطير وسياسي هشّ.
وانفلات أمني تتسع وتيرته ولن تحمد عقباه، ما لم يتحد اليمنيون ويقفوا يداً واحدة ضد العنف والإرهاب، ويتصدوا جميعاً للأيادي التي تسعى إلى جرّهم نحو دائرة من الفوضى والدمار، لن يسهل الخروج منها إذا تمددت أكثر فأكثر، وسيكون ثمنها غالياً على الشعب اليمني وعلى المنطقة بأسرها.
*البيان الإماراتية
رأي البيان
رفقاً باليمن 1250