بالأمس تم الإعلان عن مجلس وطني وحقيقته عسكري للحفاض على قوات الجيش والأمن رغم تحييدها طيلة الفترة السابقة، بينما يأتي تشكيل هذا المجلس بعد ليلة واحدة من إقالة احمد الأشول، رئيس هيئة الأركان.. وبعيداً عن ذلك فقد ذهب محللون إلى شبه دعم الرئيس هادي لهذا المجلس، في الوقت الذي لا زالت فيه مليشيات الحوثيين تمارس مهام الجيش في نقاط بالعاصمة صنعاء ومناطق أخرى، مع أن اتفاق السلم الشراكة الموقع مؤخراً ينص على سحب المليشيات فور تشكيل الحكومة؛ وهو ما لم يحدث.. وهو أيضاً ما يُعقد الظروف والأجواء، في حين أن العاصمة يوم أمس استيقظت على ألغام ومفخخات متفرقة ببعض نقاط الحوثيين بصنعاء أسفرت عن قتلى وجرحى، وهو ما يعني الدخول في مرحلة جديدة من الصراع، خصوصاً بعد تدخل الحوثيين السافر بشأن قرار الرئاسة بتغيير رئيس هيئة الأركان..
ومن هنا فقط لليمن ومن أجل اليمن يجب أن يدرك جميع السياسيين بأنهم أمام مرحلة مفصلية وخطيرة للغاية تمر بها بلادنا اليمن، فإما نحو التقدم والخير والسعادة وإما نحو العودة للوراء والحروب والشقاء..
إن جميع التحالفات السياسية التي جرت وأنتجت هذه الحالة من السوء لم تكن إلا صفحة سوداء في تاريخ اليمن واليمنيين.. وحريٌ بمن كانوا في تلك المرحلة أدوات ان يراجعوا، وأن يعيدوا التفكير بجدية للخروج باليمن من سوء هذا المنعطف التاريخي المؤلم، الذي يجعلنا أمام خيارات عديدة نشاهده أمام أنظارنا في المحيط العربي المجاور؛ وها نحن نقترب يوماً بعد آخر من تلك السيناريوهات، ولكن من يوقف هذا التقدم رحمة باليمن وباليمنيين؟!
لذلك تبقى مسألة محورية وهي أن تحركات الحوثيين يجب أن تتوقف بشكل فوري، بل ووفقاً لبنود اتفاق السلم والشراكة لا سيما في ظل وجود التشكيلة الحكومية بكامل أعضائها فلماذا يدفع الحوثيون بتحركاتهم اليمن نحو المستقبل المجهول الذي تظهر بعضٌ من ملامح معالمه التي تدمي كل قلب وتدمع لها كل عين؟
ألم يكن حرياً بالرئيس السابق وشركائه الحوثيين أن يتعقلوا في مرحلة التعقيد هذه في حين انهم يدفعون خصومهم دفعاً للعمل في إيجاد تكافؤ للمعركة الحقيقية، في حين لم تترك هذه المليشيات المسلحة أي ممارسات تخدش الحياء إلا واجتهدت في الوصول إليها فكانت خلافاً لكل عادات وتقاليد اليمنيين وغيرهم..
يرى البعض أن المسألة مجرد تحرك من طرف واحد بغية إخضاع طرف آخر، بينما لا يدركون أن الأمور تذهب نحو آفاق أخرى من شأنها أن تحدث شرخاً عميقاً يصيب اليمن واليمنيين فينغص عيشهم ويجعلهم ضحية قاسية في خضم هذه التجاذبات والتحركات التي لا تسر أي كائن فضلاً عن الإنسان..
لن ينعم اليمنيون بحياة سعيدة أو أمن واستقرار أو أي من عوامل الحياة دون تقيد الجميع بالاتفاقات وتقديم مصلحة البلد وليس ترك طرف يعبث تحت فرضية السلاح، ويجب أن يعلم الجميع من خلال ذلك أن الأيام دول وأن الحق ودولته ستقوم وأن الباطل ودولته ستزول.. ونحن بذلك نناشد كل قادر حفظ ما أمكن فيما تبقى من لحمة اليمن ومستقبلها ان يتحرك في سبيل ذلك دون الإبقاء على هذه الوضعية المؤلمة التي لن تجلب سوى الانتقام والثأر في قادم الأيام، وليكن الشريف ابن الشريف العزيز من بني قومه الذي يغار على وطنه وعروبته أن يقوم ويستيقظ وأن يسل سيفه وأن يعيد المياه إلى مجاريها، وأن يكون سداً منيعاً أمام تمزيق اليمن والفتك بها، وأن يكون مغلاقاً لأبواب الجحيم التي يسعى كثير من الحاقدين لفتحها بكل السبل والإمكانات.. والسلام
عمر أحمد عبدالله
اليمن تنكسر..أعيدوا التفكير ! 1118