اليمن "غير" العالم في كل شيء ومنها الحزبية فله غرائب فيها :
* منها أن تجد مستقلاً يكره الحزبية والتعددية على كل المذاهب ومع ذلك تجده يوجه الأحزاب ويقترح عليها المقترحات ويغضب جدا إن لم تأخذ بقوله فهل ينتظر العاقل أن يقبل منه من يحاربه ولا يعترف به؟.
* أن تجد جباناً يطالب من جهةٍ ما أن تقاتل وتتصدر المواجهة ليجود عليها لا بنفسه أو ماله أو جاهه إن كان له جاه وإنما لتنال بعض إعجابه الذي سرعان ما يغيره لأبسط أمر لم يَرُقه في هذه الجماعة وهكذا تضحي هذه الجهة أو الحزب برجاله ومراكزه لينال إعجاباً خفيفا لا تثبته كل تلك الخسائر.
* أن تجد متعصباً إلى حد العَتَه لشيخه أو جماعته ويزعم أنه غير حزبي ولا يرى أحدا أهدى من أصحابه ويتبرأ من الحزبية ولا يقبل علماء وفُضلاء غير جماعته ويستعيذ من الحزبيين, فله نقول: من قال إن الحزب بطاقة لتزعم أنك مستقل الحزبية الحقه هي العصبية وهي أقدم حزبية عرفتها الأمه العربية.
* أن تجد كثيرين يكرهون حزباً ما وله يحاربون دوماً ومع ذلك يتفاجؤون بأن فعل أمرٍ لا يروقهم تفاجوء المُحب ويُصدَمون صدمة من خانه أقرب الناس إليه فيحسبهم الجاهل محبين مخلصين وهم حاقدون فرحون بوجود مبرر لمطاعنهم, فلماذا نتقمص حالاً يخالف حقيقتنا؟.
* أن تجد حزبيين معتقين يشنعون على الصلح بين جماعتين ويذكروهما بالجراح فإن تحاربتا ذكَّروهما بالسماح, وإن تقاربتا شكَّكوا في النوايا وهكذا!.
* أن يتحول بعض الحزبيين ــ والبعض قد يكون كثيرا ــ إلى حرف "لا" فـ"لا" لكل شيء من غيرهم ولا فقط هي عنوان تقييمهم وإن قالوا: "نعم" نادراً اتبعوها بـ"لا" استدراكاً وهكذا المشاغبة " والحنق" حالهم فمتى يدركون أن هذه الحالة تقول "لا" لاستمرار العلاقات وتزرع الملل بين الجهات ولا يزدهر معها غير الإحباط من بعضنا.
*أن تغضب القيادات الحزبية من كل نُصح ونقد مهذب وغير مهذب كما تغضب منهم الحكومات من كل معارضة مؤدبة وغير مؤدبة وهذا بلا شك توارثٌ لاستبداد مغلف وتحوُّل من تخلُّف إلى تخلُّف.
* أن يغضب كل ناصح أو ناقد ممَّن لم يقبل نصحه مهما كان عذره أو اجتهاده ويتحول إلى هدمه وإلغاء فضله وتعميم عيبه والبغي عليه, فلهؤلاء أقول ليس لوجه الله تحولكم هذا, إنها حظوظ أنفسكم تشبعونها ,فاجعلوا نصحكم لله وانصفوا وارحموا عباد الله.
* أن تجد بعض الحزبيين والمستقلين يجعلون إعجابهم بك أو تفاهمهم معك أو اعترافهم بفضلك من أصعب الأمور ولغُزاً لا يُدرَك قعره ومطلباً شاقاً لا يمكن نَيله, فإن ظفرت به يوماً فسرعان ما يتحول عنك وإن ظفرت به أحيانا لم تجده صافياً, ففيه بعضُ استدراكات وشيءٌ من تلميحات , فإلى متى سنظل نتجاحد خير بعضنا وفضله؟ وإلى متى سنظل نُزري ببعضنا ونتعالى على مصالح اجتماعنا واتفاقنا؟.. اللهم الهمنا رُشدنا وحسِّن طباعنا.
الشيخ / علي القاضي
من عجائب الحزبية اليمنية! 1361