إن هذا الصلح لو صدقت النوايا في تنفيذه فهو في مصلحة اليمن واليمنيين فبه يأمن الناس وتستقر البلاد فكما أن بقاء الصراع بين الحوثيين والإصلاح سيضر البلاد فالصلح بينهما سينفعها إن شاء الله فليس هو اذا صلح ضد جهة أو جهات وإنما صلح لصالح كل الجهات بما فيها الجهات أو الأفراد الذين يطعنون في الإصلاح بسبب هذا الصلح .
* يجب على الإصلاح والحوثيين الحرص بكل صدق على إنجاح هذا الصلح بينهما اذا لو فشل هذا الصلح فان فشله سيكون قاعدة يبني عليها كل صلح بينهما مستقبلا وسيولد الإحباط وسيقوي موقف هواة القتال وتتعرقن اليمن لا سمح الله.
* على الحوثيين خاصة الوفاء الصارم بهذا الصلح فقد تكون حولهم رأي عام بعدم الوفاء بعهودهم وبافتعال الأزمات والذرائع للتملص من التزاماتهم فان فعلوا نفس الشيء بصلحهم مع الإصلاح فسيكونوا قد قتلوا عند الناس كل ذرة ثقة فيهم وسيضعفوا الإصلاح ويحرجونه بين قواعده وأنصاره وان كان فيه شهادة لهم بحسن نواياهم والاهم انهم ان نكثوا بصلحهم هذا سيكونوا قد شرّعوا للجماعات المسلحة التي لا ترى غير السيف مع خصومها لاسيما الحوثيين وهذا خطر على الحوثيين خاصة واليمن عامة
*على الإصلاح " لاسيما وهو متهم من البعض بالمصلحية "أن يطمئن كل القوى السياسية وغيرها أن هذا الصلح ليس لتحقيق مصلحة شخصية له على حساب غيره ولا للإضرار بأحد وإنما هو إنقاذ للوطن وفيه مصلحة الجميع وانه ليس لعبة مؤقتة وإنما بوابة لمصالحة واسعة تلم شمل اليمن وأهله .
* على العقلاء والحكومة والإعلام والمثقفين والقوى السياسية أن تدعم هذا الصلح وترعاه لان فيه سلامة اليمن ولأنه لا خيار غير الصلح مهما تحاربنا فالتاريخ يقرر ان كل المتحاربين في كل الأزمنة تصالحوا رغم اختلاف أديانهم فكيف لا يتصالح المسلمون بينهم مهما اختلفوا وان معظم رافضي الصلح الآن سيدعون له ولكن بعد خراب البلاد, فلماذا لا نختصر الخسارات والمآسي؟ .
*أخيراً: إن أي صلح بين طرفين أو أكثر لا يعني إقرار كل طرف لأخطاء الطرف الآخر؛ إذ لو أقر كل طرف الآخر على أخطائه وانحرافاته لكان مشاركاً له فيها ولا يسمى في هذه الحالة مخالفاً له فيها فالإقرار بالشيء كفعله. إذاً فالصلح لا يعني غير التعاون على المتفق عليه وعدم جعل المختلف فيه سبباً لهدم البلاد وإلغاء المشتركات بين المصطلحين أو قل هو التعايش رغم الخلاف وهو حسن- عقلا وشرعاً- وأدلته الشرعية معلومة.. اللهم اصلح بين المسلمين وألِّف بين اليمنيين .
الشيخ / علي القاضي
خواطر حول الصلح بين الإصلاح والحوثيين 1549