حتماً هي حيلة لمحاولة دمج أنصار الله في الجيش وفي مثل هذا التوقيت الذي إنما يهدف إلى إضفاء شرعية وقانونية الحروب التي تشنها مليشيات الحوثي في مختلف المناطق والمدن, والحفاظ على استمرارية وبقاء المسلحين في العاصمة ومؤسسات الدولة بحجة حمايتها, مخالفة بذلك لاتفاق السلم والشراكة.
فضلاً عن إضفاء شرعية فتح جبهة حرب جديدة في محافظات أخرى كمحافظة مأرب تحت ذريعة حماية الكهرباء وأنابيب النفط من معتدييها ومخربيها, كما لا يزال يجري اليوم من حروب عبثية بذريعة الحرب على التنظيمات الإرهابية والقاعدة أو "الدواعش" حسب التسمية والمفهوم الحوثي لها في وسط اليمن.
منتهى السخافة والسخرية أن تطالب حركات مسلحة كحركة الحوثي بالنظام والقانون وحماية مؤسسات الدولة والحرب على الإرهاب في الوقت الذي هي نفسها حركة مسلحة ومتمردة على النظام والقانون والدولة أيضا, ثم لينتهي بها المطاف بداخل القوات المسلحة مع العلم انها تفتقد الى التنظيم والولاء للوطن والقانون.
هي حيلة ويؤكد ذلك اللقاء السري الذي جمع بين الحكومة وجماعة أنصار الله في أمريكا وتحت رعايتها في سابقة هي الأولى من نوعها في التاريخ الامريكي أن تستضيف حركة مسلحة تحمل لها العداء في شعارها.
فهل فكرة استيعاب مليشيات الحوث في الجيش قد يمنع قبائل مأرب من تحشيد أفرادها وبالتالي تفتح أبوابها دونما قوة أو حرب؟ كون المحاصرين للمحافظة قد أصبحوا نظاميين ويتبعون الدولة, حتى الآن لا تزال الحروب في مختلف المناطق والمدن أصلها حوثي وثوابتها أمريكية ومحفزاتها داخلية, ومحاولة دمجها في هذا الوقت حيلة جاءت فكرتها من الخارج, وتحاول اكتساب شرعية حروبها من الدولة بشكل مباشر اليوم بعد أن ظل خفياً منذ بدء مسرحية إسقاط العاصمة.
ترى لمن ستخضع هذه الوحدات المليشيا الجديدة في تنفيذ أوامر شن الحروب؟ هل لسيدها المقيم في شمال البلاد؟ أم لوزيرها الجديد؟ أم للرئيس العبقري؟ ربما للعم سام كونه كان الراعي الرسمي للاتفاق بين الحكومة وأنصار الله.؟!.
وهكذا من هيكلة الجيش المزعومة إلى تكوين جيش بداخل الجيش, الذي أصبح يفتقر لأبسط مقومات الجيش النظامي المبني على أسس علمية بثوابت وطنية, وأصبحت وحداته متعددة الولاءات والمعتقدات في الوقت الذي تعجز فيه قياداته عن بناء مؤسسة أمنية ودفاعية سليمة تعتمد على المؤهلات العلمية والعملية والوطنية.
محمود الحرازي
الهيكلة في حيلتها الجديدة! 1125