اليوم الاثنين يوارى جثمانك الثرى أيها الـ"صادق منصور" تعز ترتحل معك وتسير في موكب عرسك الخالد إلى فردوس الرحمن, حيث ترتقي درجة أعلى في الجنة إن شاء الله، تعز لا تبكيك دمعاً فقط بل القلوب مقهورة ومذبوحة لقتلك غدراً وخيانة.
صادق منصور لم تكن تستحق ذلك الفعل الشنيع الذي يظن مرتكبوه انهم قد حققوا هدفهم وأنهم ارضوا من أمرهم وتناسوا أن عين الله وعدله لن يفلتوا منها فسيكون حسابهم عسيراً لهم ولكل من يزهق نفساً بريئة أو يقتل روحاً بدون وجه حق.
تعز تئن لرحيلك أخي وأستاذي العزيز صادق منصور، فلا يظن قتلتك أنهم قد ارتاحوا بدفنك اليوم في قبرك بل ستكون بداية العذاب لهم في الدنيا قبل الآخرة فهم سيظلون يطاردون لان روحك ستظل تلاحقهم تلعنهم هي والملائكة وسيظل خيالك يلاحقهم حيثما حلوا وارتحلوا وستظل صورتك وأنت ساجد في لحظاتك الأخيرة تطالهم في حركاتهم وسكناتهم ولن يفلتوا من ظلك وروحك.
صادق منصور اخذ غدراً وفي وضح النهار وهو الشخص الذي كان يمثل حمامة سلام للجميع بما يحمل من روح طيبة وابتسامة هادئة وصفاء نفس كان الكل يعرفه بها وكان يتعامل مع الجميع بتلك الصفات فكان صاحب مواقف ورجل شهم وأهل مروءة يتمثل دينه في تعامله مع الناس وفي سلوكه مع مخالفيه الرأي.
صادق منصور عايشته إداريا فكان رجلا يجيد الإدارة ويحسن التصرف ويتمتع برجاحة العقل وحكمة المنطق فمن يتعامل معه لأول مرة كأنه سبق له التعامل مرات كثيرة.
صادق منصور اغتالته يد الغدر والخيانة السياسي بعد خروجه من بيته بعد أن صلى ركعتي الضحى وأطال في سجوده فظن أهله انه قد مات فلما عرف خوفهم عليه ابتسم وقال: يا سعدي أموت وأنا ساجد.. هكذا تواتر الخبر عن أهل بيته.. فخرج وكعادته ولم يكن في قلبه حقد لأحد أو ضغينة لمسلم وبصورته البشوشة وابتسامته الهادئة تعرض لجريمة مدبرة تنم عن تطور كبير في عملية الاغتيالات السياسية التي تشهدها البلد ومنها تعز، فمن نفذ الجريمة وما سببها ودوافعها تلك أمور من واجبات الأمن والنظام أن يعلنها ويكشفها للرأي العام لأن جريمة بتلك الدقة والحرفنة إن فلت مرتكبوها من يد العدالة ستتكرر هنا وهناك وستطال أناساً أبرياء لا ذنب لهم إلا انهم أشخاص مؤثرون في تنظيماتهم وأحزابهم السياسية، لذلك فتعز تودعه ولكن لن تترك دمه يذهب هدراً.
صحيح أن التجمع اليمني خسر أمينا عاماً مساعداً كان من اكفأ الرجال فيه ومن أصحاب الحضور السياسي الهادئ المتصف بالسلوك الحسن والمنطق والحكمة لكن شعار الإصلاح دائماً أن من يفقدهم يولد غيرهم وان هناك مليون صادق سيخرجون ولن يرتاح المجرمون في مواقعهم فلا يظنون انهم قد قتلوا صادق منصور لتمرير مخططهم التفريقي بين الأحزاب وإثارة الرعب بين القواعد ونشر الهلع بين المجتمع بتلك الجريمة التي نفذت مع بزوغ شمس ذلك اليوم في تعز.
قتلوا صادق منصور لكن سيكون هناك مليون صادق فكم سيظلون يقتلون في الناس؟ لن ينالوا هدفهم ولن يحققوا مرادهم بإذن الله تعالى فرحيل صادق بجسده لكن ستبقى روحه محلقة في سماء تعز منتظرة القصاص من القتلة المجرمين.. وهو ما ينتظره الجميع أحزاب وقواعد وأفرادا وجماهير..
عبدالهادي ناجي علي
تعز تنتظر كشف الجناة 1448