كثيرة هي الرسائل المزعجة و رسائل النصب والاحتيال التي تصلنا على الإيميل؛ منها ما يهيج الأشجان و يبعث الأوجاع من مراقدها مثل رسائل تبشرك بالفوز بجوائز مالية خيالية بالنسبة لكاتبة مثلي لم تحظَ بأي اهتمام ولم تحصل على أي جائزة, لأني ربة بيت ولا أجري خلف الكاميرات والميكرفونات ولا أقف على أبواب السفارات ولا اصرخ في المظاهرات ولا أشارك في المسيرات ولا أتاجر بالشعارات..
ومنها رسائل تقطع القلب من الألم ليس لأنها مؤلمة في ذاتها بل لأنها تذكرني بالألم الذي يسكننا والأوجاع التي تحاصرنا وهذه إحدى رسائل النصب التي تصلني و ردي على ما جاء فيها: "أنا "ملك" أرملة قُتل زوجي في الحرب الأهلية ولديّ أيتام ونعاني من الفاقة والحاجة وليس لدينا من يعولنا واحتاج إلى مساعدتك وهذا إيميلي و رقم تلفوني".
ولكثرة ما تصلني نفس الرسالة من أسماء مختلفة. رديت عليها وكتبت" وأنا أحلام القبيلي من اليمن أعاني معاناة ما يعلمها إلا الله وحده على المستوى العام والخاص, قولي مابش معانا بالبيت ولا قطرة ماء والكهرباء طافيه من امس والماطور يشتي ديزل والديزل معدوم والمعاش ادفعه إيجار والإيجار كل شهر يرفعوه والمعاش يخصموا منه والأسعار نار والصحة والتعليم بفلوس وما فيش حاجة عندنا بالمجان حتى الموت تدفعي عليه فلوساً والخوف يحاوطنا من جميع الاتجاهات والرصاص والأحزمة الناسفة في كل مكان بسبب الحرب الأهلية والطائفية والهمجية والهوشلية والوضع عندنا غير مستقر والحالة مضطربة.. هيا بالله عليش من الذي يحتاج مساعدة الآخر.. خلي لي حالي الله يهديش ويفرجها علينا وعليش"..
أحلام القبيلي
حتى إحنا..!! 1784