في الأسبوع المنصرم قمنا بزيارة لمدينة المخاء أنا والأخ الأستاذ عارف مجور وكيل المحافظة لشئون قطاع الساحل، واطلعنا على أحوال المدينة، والحالة المأساوية التي يعيشها الأهالي، والإهمال المتعمد منذ عقود وحتى الآن الذي طال هذه المدينة ومينائها التاريخي، وكأن ذلك محاكمة للتاريخ..
ومما اطلعنا عليه أن هناك مشروعاً لإنشاء محرقة بمواصفات جيدة للنفيات من مخلفات المبيدات وغيرها، خاصة ان هناك مواداً مهربة ذات سُمِّية عالية من المبيدات وغيرها، لا يعرف لها بلد المنشأ ولا ميناء التصدير, تدخل بلادنا تفسد الأرض وتفتك بالإنسان، معظمها تدخل البلاد ويتم بيعها واستخدامها دون رقيب أو حسيب، والنادر منها يقبض عليه ويبقى في المخازن دون إعادتها إلى بلادها، ولا يلقى القبض على مهربيها وتظل مشكلة تؤرق البيئة، وإذا كانت لنافذ قد يخرج معظمها من المخازن، مع إبقاء جزء بسيط منها كذر للرماد على العيون.
فكرة المحرقة ممتازة، ولكني تمنيت قبل إنشائها أن تنشأ محرقة لإتلاف العقول البشرية المتعفنة لبعض المسئولين في بلادنا الذين عملوا بكل طاقاتهم للفساد والإفساد بدافع نزواتهم ومطامعهم الشخصية، واصبحوا سرطان هذا المجتمع ينهش في كل فضيلة وينشر كل رذيلة، ومالم تنشأ محرقة لإتلاف هذه العقول الفاسدة، فلا جدوى من تلك المحرقة التي ستنشأ لإتلاف النفايات، لان النفايات الأخطر هي التي تسكن داخل هذه العقول.
ورغم أن اليمن كله يعاني إلا أن المخاء بشكل خاص وقطاع مقبنة والساحل بشكل عام تعاني التهميش المركز والإهمال والحرمان وانتشار الفقر الشديد وعدم توفر البنية التحتية في ابسط المشاريع، وكأن هذه المناطق تعاقب على ذنبٍ لم ترتكبه، فهل سنرى من حكومة الكفاءات وقيادة السلطة المحلية بالمحافظة لفتة إنصاف لهذه المناطق؟!.. نرجو ذلك..
محمد مقبل الحميري
مدينة المخا ومحرقة العقول المتعفنة 1278