شكراً لكم يا شباب.. شكراً للجمهور الرائع الذي كان بحق فاكهة بطولة الخليج الـ22 المُقامة حالياً في الرياض . مباراتان ونقطتان من تعادلين سلبيين ومع ضآلة ما تحقق يبدو انه كان شيئاً عظيماً على الأقل لنا نحن اليمنيين الذين كُنّا بمسيس الحاجة لمثل هكذا إنجاز بسيط .
نعم .. إنجاز هو قليل وضئيل بحسابات الحدث والتاريخ وبحسابات ما يمتلكه ويكتنزه وطننا من ثروة بشرية ومن مواهب وقدرات وإمكانيات؛ لكنه وبمقياس الحالة المتردية الوهنة أعده مكسباً كبيراً يتعدى في مدلوله وقيمته الفوز أو الخسارة الرياضية .
لقد كنتم كطائر العنقاء الأسطوري المنبعث من ركام الرماد والدخان، وأنتما - شبابنا وجماهيرنا- كذلك حين بعثتم فينا ذاك الأمل المفقود في ساسة بلدنا، كما وأعدتم لنا روحنا الممزقة المنهكة التي استيقظت فينا فجأة وبعيد أن ظننا زمننا أنه لا أمل من إيقاظها ثانية وثالثة.
ادرك جيداً أن الحماسة والموهبة لا تكفي كي يصير لدينا منتخباً قوياً يمكنه بلوغ منصات التتويج ، كما واعلم أن جماهيرنا المتدفقة بكثافة إلى ملعب الملك فهد لم تأتِ بقصد حصد المستحيل وإنما كان دافعها الحماسة والغيرة على وطنها الذي يعيش وضعية صعبة ومأساوية.
ومع كل ما قيل وسيقال؛ كان الاثنان – المنتخب والجماهير- قد قدما اجمل وأروع صورة في التضحية والوفاء لوطننا وشعبنا، وفضلاً عن الحضور المشرف لمنتخبنا وجماهيرنا المؤازرة له يكفي الاثنان انهما أيقظا فينا روح التفاؤل وفي لحظة فارقة كهذه الممزقة لنياط الوجدان الجمعي.
لا أطلب من شبابنا تحقيق المستحيل في مباراتهم القابلة مع منتخب السعودية، فيقيناً أن المنافسة يستلزمها وقتاً وجهداً وإمكانية وقبل هذه جميعاً دولة محترمة مستقرة مزدهرة تنموياً واقتصادياً وثقافياً ورياضياً ومجتمعياً.
تغريدة:
احدهم كتب واصفاً ما حدث في ملعب الملك فهد بأنه "استعادة لوطن مخطوف منذ العام 2011م ".. تصوروا البعض يكتب بهذه الوقاحة وعلى صدر صحيفة اسمها " جمهورية " أو " ثورة"؟. الخبير تناسى أن وطننا تحرر في هذا التاريخ من عملية خطف دامت عقوداً وقروناً.
محمد علي محسن
شكراً للمنتخب.. شكراً للجماهير!! 1486