وبصفتنا نتكلم عن النظام الفدرالي والاتحادي اليمني, فلابد لنا من الحديث عن مبدأ جليل هو التنوير والنهضة الفكرية اليمنية .
إن التماسنا لمبدأ التنوير الفكري السياسي والديني اليمني الحديث وحل الكثير من مشكلاته وإزالة الشوائب عن كنوزه الفريدة هي من اهم الأعمال الريادية للدولة والشعب اليمني بكل أطيافه وان السير نحو النهضة والتنوير اليمني المنشود قد يكون من المستحيل أن تثاقلنا دورنا كدوله وشعب ريادي بين الأمم..
وقد يبدو الأمر صحيحاً نوعاً ما فمشاكلنا الدينية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية كثيره و كثيره جدا وان سلمنا بكوننا دولة تحت نامية, فذلك بداية وضع اليد على الجرح, فالتنوير والنهضة يعني القضاء على بؤر العجز والجهل والفساد بكل صوره من جانب والإيمان بالحرية والتغيير والتصحيح من جانب أخر. فهناك طاقات وإبداعات كامنه وراء هذا الوضع المزري ونلتمسها بالمزيد من الإيمان بآدميتنا وثقافتا وحضارتنا وهناك شمس قويه تحوم حول أرواحنا تدعونا لإصلاح أغوار هذا الوضع المظلم..
إنها شمس التنوير والنهضة والتغيير في كل الاتجاهات ليصدع نوراً مشعاً في ديننا وسياستنا واقتصادنا.
إن النهضة تعني الإيمان بالتصحيح والسير بقوة الجهد الشعبي اليمني نحو العدالة والعلياء ويتم ذلك بالاستنارة والتثقيف لكل مجالات الحياه الإنسانية والدينية والسير بقوه نحو الاكتشافات الحلولية لمشاكلنا ووضعنا المتدني حتى يتم لنا السير في عوالم التنافسات الحرة لمجالات الحياه الصناعية والتقنية والمعلوماتية واتجاهات الزراعة واسعة المدى على ارض الواقع وترتيب وضع الدولة في سلطتها الأدبية والأخلاقية من جانب وتوسيع مفاهيم وحريات مبدأ واستقلال سيادة الشعب من جانب أخر وهذه هي بداية البوابة الفعلية للدولة اليمنية المدنية الفدرالية الحديثة..
إن التماس أعمدة المشاكل اليومية بين الأفراد والأحزاب ووضع برامج تصحيح الوضع برمته والسير نحو مبادئ التعايش السلمي وأحداث الأمن واحترام الفكر بكل ألوانه وأشكاله وصوره هي طريق الحلول الإيجابية لمشاكلنا اليومية المستعصية فتسليمنا بكوننا عاجزين أو دونيين أو متخلفين مغاير لنا في ما تم إنجازه في مؤتمر الحوار الوطني ووثيقة السلم والشراكة اليمنية في كوننا دوله مدنيه اتحاديه حديثه.. وعليه فأساليب تقزيم ذواتنا ومراشقة بعضنا البعض بالاتهامات والتحريض والكراهية مخالف تماما لما يعرف به الإنسان اليمني من الطيبة ورفيع الأخلاق والإيمان والحكمة عبر العصور..
إن التنوير والنهضة اليمنية هي الكم السياسي والثقافي والديني الهائل والذي تحويه ذكرياتنا وأحلامنا كشعب يريد النهوض ويخاف أن يتعثر في هذه المرحلة الحرجة والتي فيها يكون اليمن العظيم أو لا يكون.. فماهي المعطيات للتنوير والنهضة اليمنية هناك الكثير من المعطيات فنحن شعب حر ومستقل ونمتلك ارض مترامية الأطراف ذات تاريخ حضاري سعيد ومستقبل مجيد ومن هنا فالثروة الوطنية العظيمة والقوه البشرية الضاربة هما عاملين النهضة والتطور نحو التنوع العمراني في طريق الدرب النهضوي الصحيح ..
إن بث روح الرفاهية والسعادة والنشوة بقيمة الحياه والعمران هي في طبيعتها فكره حقيقيه مسلمه في الذات لتنتقل نحو الأمه الكبيرة بكل أعمالها واتجاهاتها المعاصرة لتصنع المعجزات في البنا ء والتطوير الحيوي والمجد والشموخ الحضاري وتأكيد مبدا سيادة الشعب فوق القانون والدستور اليمني الاتحادي المعاصر..
إن التنوير والنهضة الفكرية هي تطوير مخططاتنا وموسوعاتنا النظرية والوظيفية سواء منها الدينية والإنسانية العرفية والمدنية لتسمو الدولة اليمنية فوق صراعات المذاهب والطوائف الجهوية المتربصة بالأرض والإنسان ليرتفع الإنسان اليمني فوق محطات التشظي والتشرذم وينطلق نحو مصاف الدول الأمنه والمتقدمة.
إن محبة الإنسان اليمني للنهضة الإنسانية والتنوير العمراني هوما تؤكده وثيقتين الحوار الوطني والسلم والشراكة في مسيرات الشعب عبر ثوراته الممتدة من 2011م وحتى 2014م وللوصول للدولة المدنية اليمنية الاتحادية لابد من أحداث نظريات التسامح والتعاون الديني من جانب وتغريم وحبس المحرضين والحاقدين من جانب أخر.. كذلك لابد للدولة من تحمل مسؤولياتها عبر دولة الاتحاد وأقاليمها وولاياتها ومقاطعاتها الممتدة بداخل وخارج اليمن للدولة الظافرة وذلك من خلال تسديد المديونية الدولية لليمن وفتح باب الامتيازات لشركات ومؤسسات التنقيب اليمنية والدولية في مجالات المشتقات النفطية والمنتوجات الزراعية والتعدينات السمكية وغيرها من الوان استخدام الثروة من جانب والزهد عن مقدرات الأمة والتنافس السلمي للسلطة من قبل الأحزاب من جانب آخر ..حتى تقوم الدولة بأعمالها من خلال تغذية المرافق الحكومية بالمخصصات المالية التشغيلية السخية والإسراع نحو فتح صناديق النقد وتنميه المواطنين والأجيال القادمة والسير بهم نحو الدول المتقدمة والمزدهرة ..
إن الدخول نحو سياسات النهضة والتنوير اليمني لن يتم إلا بالرفد المالي الضخم والاحتياط النقدي والبنكي المنافس وما عداه أحلام عابره وقبل السير نحو ميادين الإنتاج المحلي لكافة الثروات والكنوز اليمنية لابد من القضاء على المناهج التقليدية والباليه وفتح أبواب الاجتهادات الدينية للقضاء على نظريات الاحترابات الطائفية السنيه أو الشيعية من جانب ..وفتح دواليب الكشوفات العلمية الوظيفية ودواليب الانتخابات الوطنية لتأكيد مبدا سيادة الشعب لكافة سلطات الدولة التشريعية والتنفيذية والقضائية وتأكيد حكومة الاتحاد اليمني ذات المبادئ الأخلاقية والسلطة الأدبية المترفعة عن امن وحرية ومقدرات الأمة اليمانية والانفتاح على السياسات والتنافسات الإقليمية والدولية المشروعة بعد القضاء على الجهل والخمول ومبادئ العجز الداخلي لبيروقراطية الإدارة المركزية التقليدية المنحلة والسير نحو مبادئ الحرية والاستقلال الوطني اليمني الظافر وفتح مؤسسات الدولة للثقافة والسياسة والنشر والإبداع وتأكيد مبادئ وحريات حقوق الإنسان وحرية الصحافة والنشر وتأكيد مبدا سيادة القانون بجانب مبدا سيادة الشعب ورفع وتيرة التنوير الفكري اليمني والحد من التوسعات المذهبية أو السياسية على حساب حاضر أو مستقبل الأمة اليمانية والتوجه نحو التسليم بالعمل والإيمان بالتحدي للدخول نحو معترك التنافسات الأممية وتذليل الصعاب العلمية والتقنية بجانب تأكيد العلوم النظرية الإنسانية أو الدينية لتكتمل الفكرة للنهضة والتنوير اليمنى المعاصر والمكفول دستوريا لنا ولكل الأجيال اليمنية الأتية بقوه ملئها الحياة والإنسانية والدين والأمن والرفاه والازدهار لأبناء جلدتنا وللبشرية جمعاء وسوف تكون دولتنا بإذن الله وبإرادة الجد والتفاني لشعبنا اليمنى المعاصر والممزوج بإيماننا وحكمتنا عبر العصور..
نبيل صالح المراني
التنوير والنهضة اليمنية 1268