حينما تدرك الجنازة التي تحمل على الأعناق بأن مصيرها العذاب تصيح بأعلى صوتها "يا ويلها أين تذهبون بها" يقول النبي- صلى الله عليه وسلم-" يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان لو سمعها لصعق"..
ونحن في اليمن في بلد الحكمة والعقل والإيمان أصبحنا نصرخ بأعلى صوت يسمعه كل شيء يا ويلها أين تذهبون بها في خضم هذا الموج المتلاطم من الفتن التي تمر به منطقتنا ومحيطنا العربي وبتصاعد مستمر تغذيه وتحركه قوى إقليميه ودوليه تسعى للحفاظ على مكاسبها ومكامن قوتها وتوسيع نفوذها بأشكال وصور مختلفة خلف أستارها تحالفات وتجاذبات على أسس المصالح أهدرت من خلالها دماء الكثيرين وفرقت ومزقت في ظاهرها خلاف مكتمل لباطنها تأوي إلى الكذب لتلميع صورتها وزيادة اتباعها بمنطق السخف الإعلامي الذي يتلقاه الشباب باختلاف قدراتهم على الفهم والإدراك فكان ما كان في العراق يندى جبين الإنسانية الحديث عنه أو محاولة ذكره لقد مرت سنوات عجاف عانى فيها شعب العراق كل أنواع العذاب والألم وكل مالا يطاق أو تستطيع حمله الجبال وكان نتيجة السياسات الخاطئة التي سار عليها الشيعة في العراق في التعامل مع السنه وكل ذلك موثق وتتوارثه الأجيال ونتيجة ذلك فقد ظهرت الجماعات الجهادية وغيرها وجعلت العراق بين فكي وحوش وعلى نفس ذلك المسار سارت سوريا التي لو نتذكر أيام الثورة الأولى فيها كيف كانت المطالب بالإصلاحات وكان رد النظام الشيعي الأسدي بالنار وفوهات البنادق ورغم سلمية الثورة التي ظلت حدود نصف عام في بدايتها فقد سقط آلاف القتلى ثم بدأت الثورة بحمل السلاح للدفاع ومواجهة القتل بالقتل ثم وصلنا إلى نتيجة اليوم التي تدمي كل قلب وتوجع كل ضمير وكيف لا و دبابات ومدرعات الجيش العربي السوري كانت تجول وتصول في وضح النهار في أزقة وحارات درعا وحمص وحلب ودمشق وكافة المناطق دبابات ومدرعات في الشوارع وكأن هناك حرب بين دولة ودوله ثم أصبحت تلك الدبابات والمدرعات من نصيب الدولة الإسلامية التي أصبحت تخيفهم في كل مكان وترسم طريقها نحو طهران قبل بغداد وكان التعامل وفق أساسيات التعامل مع الشعوب بالتي هي أحسن حائلاً دون أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه اليوم ونحن بذلك في اليمن نستدرج دون شعور إلى تلك السيناريوهات المؤلمة وجميعنا يعلم أن اليمن أشد من ذلك بكثير وكله يأتي نتيجة الزرع الذي يزرعه السياسيون والعاملون على الساحة في السعي للتشظي والانقسام وإما للاتحاد والقوة وعدم الركون المغرضين والساعين لإدخال اليمن نحو نفق العراق وسوريا لا يأبهون بدمائنا وفقرنا وتضاريس جبالنا فلماذا نساق إلى الموت كالأغنام ولماذا يسمح الحوثيون أو من يديرون اللعبة أن يحصل كل هذا مع التأكيد على دوران الأيام والوصول إلى مرحلة الانتقام حينها لا يمكن أن ينفع التحالف كما لم ينفع حتى اليوم مع الطيران الأمريكي فحري باليمنيين جميعاً بكافة الوانهم ومواصفاتهم وانتماءاتهم أن يجنبوا اليمن شر مستقبل مؤلم وأن يكتبوا بمداد حكمتهم انصع صفحات المستقبل وعدم النضر بعين القوة والتمكين بل بعين دوران الأيام والسنين والحيلولة دون أن تشتعل الأرض بالجحيم مع المعرفة بذلك الطرف الذي سيكون أول محترق بها كما أنه من يسعى لتأجيجها وإشعالها
إن اليمن واليمنيين بحاجة لرغيف الخبز والماء به يعيشون اعزه كرماء فلا تشبعوا بطونهم الخاوية برصاص الموت ولهيب النار ولذلك تجاوزوا منطق الخلاف مهما بلغ ذروته ففي ذلك سعادة اليمن واليمنيين وفيه أمنهم وأمانهم كونوا لهم وكونوا معهم ولا تكونوا ممن يجلب لهم معابر الموت فالتاريخ لن يرحم أحد ولن يجامل أحد وإنها لعنات التاريخ التي لن يسلم منها ذلك الطرف الذي تشقى من بعده اليمن واليمنيين. والسلام.
عمر أحمد عبدالله
اليمن..يا ويلها أين تذهبون بها؟! 1150