عندما تفقد البشرية إنسانيتها النبيلة وضميرها الحي فإنها لامحالة سوف تظل في اضطراب نفسي ترى الأمور من زاوية ضيقة تحول من خلالها الإيجاب إلى السلب وكأنها في عالما غير
عالمنا الإنساني القيم المتسامح الحامل في طياته الخير والنماء اللذان لابد منهما في حياة الإنسانية في كل مكان وزمان..
فالأحداث التي تعصف بالوطن ماهي إلا دليلاً على أن هناك أدواتاً وضيعة ورخيصة نمت وترعرعت بين الأحقاد الغليظة والظلام الدامس تحاول هدم كيان الوطن بمعاولها البالية التي لا تقدم ولا تأخر.
في حياة الوطن المعطى الذي عرّاها أمام العالم ورماها إلى مزبلة التاريخ التي تتغنى به كأنها من صناعه وهي في الأصل من هدامه ليس إلا بل لطمعها وجشعها اللامحدود الذي أخرجها عن الصراط المستقيم الوطني الشريف والنزيه والتي أصبحت في خبر كان لأصداء يخلدها سواء الويل والثبور في بلد الحكمة والإيمان..
اليوم ومن خلال الأحداث التي تقف عقبة أمام سيرة الوطن التنموية نستدرك بكل جزم ويقين أن هذه الخفافيش الظلامية تحاول مراراً وتكراراً اللعب بالنار الحمقى مع السواد الأعظم من أبناء الوطن كي تفرض عليه نظريات وابتكارات جديدة لم يتماشى معها من قبل تبدو إلى حدٍ ما من نسج خيالها المعتوه والممحوق أخلاقياً من المستحيل إيجادها بيئة خصبة ومتعايشة سلمياً لكل أبناء الوطن نظراً لاحتواها على عقليات نرجسية لا تعي ما يدور حولها كأنها أصنام "صمٌ بُكمٌ فهم لا يعقلون"..
فخفافيش الظلام ها هي اليوم تخرج من سباتها وعن صمتها البغيض لتعلن في غمضة عين أن الوطن وأبناءه لا عاصم لهم إلا هي كي تبلور حلمها الشيطاني إلى واقع يجب تقبله تحت أي ظرف وانه ساري المفعول.
لا يمكن لاحد التشكيك فيه بل الانغماس تحت مسمياته والسير خلفه بأي شكل من الأشكال..
لتشكل خفافيش الظلام بهذا حلمها الأسطوري والجنوني المبني والمندرج تحت وطأة الوساوس والأوهام معضلة جمة أمام أحلام وآمال أبناء الوطن التواقين للحرية والخير والسلام. لتصير في وضع مغاير وانحرافي عكس عقارب لا تحسد عليه خاصة أن أبناء الوطن لم يعد بمقدورهم الجنوح والاستضلال تحت مظلة هذه النتوءات القذرة التي ذهبت بغلوها وعنادها إلى ابعد المستحيل لتصبح في ليلة وضحاها خارج حسابات الوطن الذي نفثها يكل عنفوان وغضّ طرفه عنها عنوة ومع سبق الإصرار كأنها سحابة صيف عابرة لا تغني ولا تسمن من جوع..
ليخفت سطوع خفافيش الظلام أمام تطلعات أبناء الوطن ويتلاشى تدريجياً خالياً من المعاني الجميلة لا يمكن لأي عاقل التمحور بين ثناياه لتتقزم هذه الخفافيش الخبيثة يوماً بعد يوم في نظر السواد الأعظم من أبناء الوطن الذين عرفوا وايقنوا أن هذه الأدوات الغوغائية لا يمكن اعتبارها معادلة أمام الوطن.
فالوطن اكبر واعظم من هؤلاء الذين لا يساوون قنطاراً أمام ذراته الطاهرة التي هي بريئة من هذه الأصنام المنبوذة, على الدوام في حياة اليمنيين الشرفاء العاشقين لأوطانهم حتى الثمالة, كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب..
ناصر الشماخي
الوطن وخفافيش الظلام 1234