عمره سنتان أو يكاد, أصغر مطلوب لأكبر جيش في المنطقة, إنه الطفل المقدسي ابن سلوان ميماتي الواسيني, قبل أيام جاءت قوة صهيونية من النخبة مجحفلة إلى منزله لاعتقاله بعد أن أصدر الحاكم المجرم مذكرة اعتقال بحق الطفل الكبير كبر أمة.. إجرام يطارد البراءة, كبرنا منذ السؤال الأول عن الكينونة منذ أول الاكتشاف للحياة ومنذ أول الحروف التي كنا نتعلمها, وكيف لا نكبر ونحن أمام مواجهة كبرى مع أعتى القوى المتجبرة والظالمة؟ هذا حالنا الفلسطيني, ولأن الطفولة الأولى تتكون فيها اللبنة الأولى والفطرة الأولى المسلمة التي خلقها الله للدعوة للحق وللرسالة ولنصرة المظلوم وللدفاع عن الأمة والرسالة, لذلك فإن الطفولة هي الهدف التي صوبت نارها عليها طغمة الصهاينة, وليست معركة العصف المأكول ببعيدة فقد طالت الصواريخ الموجهة والموزونة بالمئات من الكيلوغرامات من المتفجرات إلى قلوب الأطفال من الرضع ولتشمل عائلات كاملة.. فهم الفتية التي يخشاهم والذين لقنوه الدروس الكبرى في المقاومة والإقدام وعلموه وركبوا عنده عقدة الصفر, حيث داست أقدامهم الطاهرة رقاب جنوده الاذلاء.
ذاك ويريد البعض أن يسلب منا زهو النصر وقد ارتعد من مقعده وهو يخشاهم... لا فهو يريد وصمهم وهو الموصوم بالضعف والتراجع؟!! وحكايتنا عن الصندوق الأسود وما أدراك ما الصندوق الأسود, فالعدو يعرفه ويطأطئ رأسه كلما سمع ذكره, إنه صندوق رفح ومعركة رفح وكانت قد عرضت كتائب الشهيد عز الدين القسام- الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- خلال مهرجان "عهد الانتصار للقدس والشهداء الأبرار" في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، صندوقاً أسوداً كبير كُتب عليه باللغتين العربية العبرية (الصندوق الأسود)، وأثار ذلك الصندوق حالة من الدهشة في صفوف المشاركين في المهرجان، ووسائل الإعلام حول ما يُعنيه عرض هذا الصندوق، بالتزامن مع خطاب أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام.
هي رسالة مفهومة للعدو ويتعجلها الصديق, حكاية الصمود والمقاومة والإعجاز بل والكرامة والهبة الربانية, الموضوع ليس هذا فالعدو يفهمه ولكن أن تتكالب الأقلام وأن تتكالب المراكز البغيضة في الهجوم على المقاومين لأنهم عرضوا هذا الأمر وله دلالاته فهذا يعني أنهم قد أصابهم اللظى الذي أصاب العدو من السهم بل الصاروخ الذي أفصحت عنه الدلالة.. نقول الآن إن ما في الصندوق هو الحقائق التي سطرتها ميادين الجهاد وإرادة المجاهدين وعزة الله للمؤمنين بخطى المقاومة وخطى الأطفال التي تتجنزر وتتجحفل قوات العدو عند ذكرهم, إنه صدور المقاومين المليئة بالإيمان والعزيمة والاتكال, إنها مكنونات المقاومة التي يترعددون عند ذكرها وأم الانتصارات وأم الحقائق الثابتة ثبوت الحق على الحق حتى تحرير المقدسات والأرض بإرادتها وليس بأقلام لا تعرف إلا زبد وعث الخطاب ولا تعرف إلا التواقيع في عهود واتفاقات لا يحسبها العدو إلا صفرا وليست كالصفر الذي هو مسافة المقاوم وقدمه على رقبة العدو التي تدنو لها رقابهم والله من وراء القصد أصلحنا الله وأصلحهم وما النصر إلا من عند الله.
ناصر أبو الهيجاء
الصندوق الأسود 1415