;
مدين مقباس
مدين مقباس

المواجهة الخاسرة 1158

2014-11-12 16:06:31


تعودت بعض الأحزاب اليمنية على تكرار نفس سلوكياتها وممارستها السياسية مع أي تحول أو حدث سياسي أو استحقاق وطني قادم، دون الاستفادة والاتعاظ من دروس الماضي، ويتصور البعض أن لجوء قيادات تلك الأحزاب لتوظيف ورقة "الشارع" أو ممارستها أساليب التضليل للرأي العام، كسلاح للدفاع عن أفعالهم المدانة دولياً، أنه دهاء وحكمة سياسية، دون تكليف أنفسهم بالسؤال عن الدافع الحقيقي لتهييجهم الشارع بدلاً من اتخاذهم أية مواقف صائبة لتجنيب الوطن تبعات ممارساتهم، بل يستمرون في مغالطة أنفسهم بدفاعهم عن الجلاد وتصويره أمام الجميع "ملاك" ليحولوا انفسهم بذلك إلى ضحايا لأخطائه بسبب لإيمانهم الأعمى بصواب تبعيتهم للفرد ليدفعوا الثمن مرتين الأولى وقوع نتائجها عليهم باعتبارهم جزءاً من الشعب، والثانية بدفاعهم عن مرتكبها.

معظم أحزابنا اليمنية لازالت هشة غير مؤسسية، لم ترقَ إلى البناء الحزبي المؤسسي المتعارف عليه، لعدة عوامل ابرزها أنها مورثة من الأنظمة الشمولية و لا تستطيع التحرر من التبعية والهيمنة الفردية، لهذا يتحول معظم المنخرطين فيها إلى ضحايا يدفعون حياتهم أحياناً ثمناً لبقاء هذا الإرث ولمواقفهم المبنية على التضليل وعبادة الفرد أي " شيالين " الخطايا بالنيابة عنهم التي قد تتعدى السياسية في بلادنا.

 عاد مؤخراً (المؤتمر الشعبي العام) احد ابرز تلك الأحزاب اليمنية إلى ممارسة هذا السلوك السياسي البالي والفاضح عن إفلاسه سياسياً، الذي كنا نعتقد انه تخلص منه، كما تخلص منه بعض الأحزاب التي اكتوى أعضاؤها بنيرانه، عاد هذه المرة ليس لابتزاز المجتمع اليمني والأحزاب الصغيرة وتضليل الشارع لتصفير عداد الرئاسة وتفصيل الدستور كم فعل في المرات السابقة، وإنما لأهداف خفيه تخدم "صالح" منها تحدي الإرادة اليمنية والدولية ومحاولة ابتزاز الداخل والخارج، بل ومواجهة الكل بحزبه.

للأسف ينساق البعض خلفه كالبهائم التي تجهل أن من يجرها يسعى لذبحها بإشراكهم في تنفيذ أهدافه لعرقلة جهود الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية الرامية لتحقيق الاستقرار وإخراج البلد من أزماته، وليثبتوا بما يفعلون أن كيانهم أيضاً معرقلاً للعملية السياسية في اليمن، لأنهم لم يتعلموا بعد من الماضي ومن تجارب الآخرين ولم يدركوا معنى التضحية في سبيل الشعب الوطن كتضحية الرئيس علي ناصر محمد الذي بادر بنفسه عندما طرح الرفاق شرط خروجه من اليمن في 1990م لتحقيق الوحدة الذي استطاع بتضحيته تجسد معانيها وقيمّها الإنسانية حتى لا يكون عائقاً أمام تحقيق حلم اليمنيين، كما صور بقائه البعض، رغم أنه لا يمثل أي خطر على وحدة اليمن التي ولدت غير مكتملة الأركان والشروط وأثبتت فيما بعد هشاشتها في وقت لا يزال فيه علي ناصر خارج البلد.

يختلف الوضع اليوم في اليمن بعد صدور إقرار مجلس الأمن (2140) وما تلته من تطورات عن ما كان في 2006م، حين وقف صالح ضد إرادة اليمنيين ونصائحهم بعدم ترشحه للانتخابات الرئاسية في 2006م واستمر في مغالطة وتضليل الداخل والخارج بنفس الأداة التي يستخدمها اليوم "ورقة الشارع " واستطاع أن ينال ما يريد، لكنه لم يجنب الشعب نتائج تضليله وخداعه للشعب. فماذا الضير لو أنه أخذ حينها بالنصائح واستفاد من تجارب رؤساء يلهثون بعد كرسي السلطة مثل الرئيس الروسي بوتين، لجنب البلد الانزلاق في الربيع العربي، وعاد إلى السلطة من بوابة حزبه وإرساء مبدأ التداول السلمي للسلطة في اليمن. اليوم يعيد نفس المشهد, فهل يستطيع أيضاً الوقوف أمام الإرادة الدولية؟!.. أم أن ما يحدث مقدمات للامتثال الطوعي لها لكن على طريقته ومن بوابة الوهم والرفض الشعبي والبقاء في اليمن الذي لا يعارضه المجتمع الدولي؟.

يبدو أن لجؤه إلى استهداف قيادات حزبه وبصورة انتقامية الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية ومستشاره عبدالكريم الارياني، هي آخر الأوراق التي يملكها لعرقلة مراحل التسوية السياسية في اليمن وجر حزبه إلى مستنقع المواجهة الخاسرة، وقد يدفع به للانضمام معه في قائمة المعرقلين، أو سيؤدي به إلى التفكك والتشظي، اذا ما تدارك بقية قياداته الوضع لإنقاذه من الوقوع في هذا المستنقع والاستفادة من الحدث وتحويله إلى هزه لنقله إلى طور حزب مؤسسي مع أن ذلك يتطلب التضحية والتخلي عن سلوك الفيد والمصالح التي تُطغى على معظم قياداته.

لا أريد استبق الأحداث لكن ما أراه يلوح في الأفق أن السحر سينقلب على الساحر وستؤكد لنا الوقائع أن النتائج جاءت على عكس ما يسعى صالح للوصول إليه ومن المرجح أن تصب في مصلحة الرئيس هادي ليتخلص من أعباء وسيئات هذا (التجمع القبلي) الذي يقف عائقاً أمام جهوده الرامية لتثبيت الأمن والاستقرار في اليمن، فضلاً عن أنها ستصب في خدمة القضية الجنوبية, بالنظر إلى أن التفكك الحزبي للمنظومة السياسية في اليمن هو مقدمة للدفع بفك الارتباط الإداري لدولة الوحدة وتحللها، وسيؤدي بالجنوب تدريجياً إلى فك ارتباطه بالشمال. وستثبت المفاجآت القادمة أن المواجهة مع الشعب اليمني والرئيس هادي والمجتمع الدولي ليست كتلك التي استطاع كسبها في 2006م حتى وان تشابهت في أدواتها إلا أنها مواجهة خاسرة.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد