;
محمد صالح الجدي
محمد صالح الجدي

الحلقة المفقودة ونقطة الصفر 1114

2014-11-10 12:42:55


قد تجد من البشر من تنزل عليهم نفحاتً ربانية, قد تجعل النجاح والخلاص من هذه الحالة السيئة لهذه البلاد على يد واحد منهم, ليصبح قائداً بالفطرة بل قائد فذ نبيه وناجح, يمتلك الفراسة والملكات والقدرات والجهود البديعة وكل ما يجذب ويبهر الجميع.. ويمكن بإرادة الله تعالى أن يجعل النجاح والخلاص وصناعة الحياة العامة للناس على يد هذا المفكر أو السياسي أو الاكاديمي أو غيرهم والمهم هنا هو الاهتمام الكبير بالطاقات الذهنية والحركية المنتجة والإيجابية, والجهود المتميزة والنادرة والمثمرة, وصيانتها وحفظها ورصدها, وضمان تراكمها وتسلسلها وترابطها مع الجهود السابقة وللاحقة, والاعتماد عليها كأساس لعملية بناء الخبرات والمعارف.. وهذا يتطلب تنظيم العمل والبدء من حيث انتهى الآخرون وليس من نقطة الصفر, وذلك من خلال تحديد الأهداف بصورة واضحة, ووضع الخطط المناسبة مع التقيد بالاستراتيجية المقرة لذلك والانطلاق نحو إنجاز المهام المطلوبة بدقة وإتقان, وتقييم النشاطات نهاية كل عام والعمل على إزالة الصعوبات والعراقيل في عملية تنفيذ المهام.. ولكي نضمن تراكم وترابط الجهود وتسلسلها, وعدم العودة إلى نقطة الصفر, كما يحدث عادةً كلما تم تعيين قائد جديد لهذه الوحدة الإدارية أو تلك, فلا بد من الحفاظ على الجهود السابقة في جميع المجالات وخاصة في إجراء البحوث العلمية الهامة وفي براءة الاقتراح وفي الإبداعات الأدبية والفكرية والتي قد تعود بالنفع الكبير على البلاد بصورة عامة ويمكن أن يسفر ذلك عن خسائر كبيرة جداً في حالة إهمال أو ضياع هذه الطاقات البشرية؛ لذا يجب الاستفادة من الأعمال السابقة(الجهود السابقة) ورصد وتوليد وتراكم الجهود الخلاقة والتي تساعد على نمو النشاط البحثي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي وغيرها . لتجسيد تطلعات بناء هذه البلاد في عملية البناء والتنمية الشاملة.

والاهم في هذا الأمر هو كيف نضمن الاستفادة من الخبرات والمعارف السابقة (الطاقات الضائعة) وهذه هي الحلقة المفقودة التي بُذلت فيها سلسلة من الجهود البشرية الفاعلة والتي قد تكون هامة وجوهرية وعميقه, وقادرة على مواكبة العصر الحديث.

إن تجميع الجهود السابقة والحالية في بلادنا وجعلها في مكانها المحدد, سيساعد حتماً على تحليل هذه الجهود وتصنيفها وقياسها, واعتبارها مؤشراً حقيقياً يمكن الاعتماد عليه في إعداد الخطط المستقبلية أو في إعداد الدراسات العلمية أو أي ابتكارات جديده أو غير ذلك .

بينما ضياع الجهود وتشتيتها وإهمالها يؤدي إلى زيادة استياء الوضع الحالي والمستقبل , والاتجاه نحو المزيد من العبثية والعفوية و"التقاعسية" والتي لا تنسجم مع المعطيات والتحديات القائمة , وهذا قد يكون نتيجة للترسبات الذهنية والتقليدية الرتيبة والمتحجرة عند البعض والتني ترسخت في العقول منذ زمن بعيد, وظلت غير قادرة على الخروج من هذه الممارسات الخاطئة .

ونحن اليوم مطالبون اكثر من أي وقت مضى, بإيجاد قيادات حكيمة تستوعب الجهود والطاقات الحالية وربطها مع الجهود السابقة وتأطيرها وتضعها على أول الطريق الصحيح لتكون منتجة وغير مضيعة, ويأتي ذلك في اطار العمل المؤسسي الحاضن لجميع الجهود والطاقات وضمان حفظها واستقرارها واستمرارها في إطارها المناسب , وإلا فإن الجهود العفوية العابرة لا يمكن لها أن تصمد وتتصدى اليوم لتحديات العصر وحتى يتسنى لنا النهوض بالهمم العالية من أهل الرأي وأصحاب العزيمة الكبيرة , وتحقيق الرفعة والازدهار لهذه البلاد وإقامة المشروع الحضاري المدني الحديث.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد