السلطات المحلية بإب تورطت بتسليم محافظة إب للحوثيين وهذا صار شيئاً مؤكداً لدى جميع أبناء المحافظة..
هم سلموها بناءً على توجيهات عليا وكان بإمكانهم تجنيب إب خطر المليشيات خصوصا وأن إب بيئة غير قابلة لتمدد مليشيا طائفية فيها ولا يوجد عمق شعبي وحاضنة شعبية لها.
صحيح بأن تلك المليشيات استهدفت الإصلاح دون غيره كي توحي للعقل الباطن للجميع بأنهم خارج دائرة الاستهداف بينما لديها أهداف وخطط كثيرة ليس أقلها التمدد والتحكم في المحافظة..
وبرهنت المليشيات للعقل الباطن للمواطن العادي وغيره بأن الإصلاح هدفها حين استهدفت مقره الرئيسي وعدداً من قياداته وكوارده..
لكن الواقع يكشف عن حقائق مغايرة لما يظنه البعض أو صدق به آخرون فليس الإصلاح لوحده من سيتضرر من خطر وجود وانتشار المليشيات، بل الجميع دون استثناء والأيام بيننا خير برهان ودليل..
اليوم وكل يوم تتمدد المليشيات الطائفية وتحكم قبضتها أكثر وأكبر وتمد نفوذها للمؤسسات الحكومية والأهلية وغيرها..
سيصل خطرها لمن سهل لها المهمة وتعاون معها جهارا نهارا، وحينئذ سيكون الإذن للسلطة المحلية بالخروج والحركة وتأمين حياتها محكوم تحت سيطرة وتحكم تلك المليشيات..
كما هو حال الرئيس الفخري لليمن منصور هادي، فلقد سهل وتعاون معها بكل الوسائل كي يمدد بقاءه في الكرسي وينفذ أجندات خارجية ورغبات محلية واقليمه ويتخلص من خصومه ومن سيقفون يوما ضده في مشروعه الشخصي للديمومة والبقاء في الكرسي عبر تلك المليشيات والتي لديها مشروع أكبر من مشروع هادي ، وكان هادي يظن أنه يستطيع أن يكبح جماح تلك المليشيات بعد التخلص من خصومه وتنفيذ رغبات الخارج والداخل ، لكنه لم يستطع حينها أن يفعل شيء فلا جيش أبقى ولا شعب اعتمد عليه ولا صاحب أو حزب سلم من شروره ووقع الأس على الرأس..
اليوم هادي صار رئيس معزول لا يستطيع أن يفعل شيئاً دون إذن تلك المليشيات وكل يوم يتلقى إهانة واذلالاً أكبر وسيكون نهايته أخزى مما تتوقعون..
نفس الشيء بالنسبة للسلطات في إب ولقد وصلت يوما ما لقناعة أن محافظ إب القاضي الإرياني نسخة مكررة من هادي وأثبتت الأيام ذلك..
وسيأتي اليوم الذي يكون وضع الإرياني شبيهاً لما وصل إليه هادي، هذا إن استمر "الدنبوع" رئيساً فخرياً مالم تقل مليشيات الحوثي رأياً آخر، وإن غداً لناظره قريب وعلى الباغي تدور الدوائر.
محمود الحمزي
السلطات المحلية وتسليمها إب لمليشيات الحوثي 1178