أصبني نوع من الحزن عندما سمعت خبر اغتياله وسقط عليّ كالصاعقة المباغتة.
الدكتور محمد المتوكل. لم يكن الوحيد ولن يكون الأخير ممن قدموا أرواحهم تضحية ليحيا الوطن فقد سبقه نماذج من أمثاله وهم قلة قليلة ليسقوا تراب الوطن من رحيق دماءهم الطاهرة.
لقد اغتالوا الفكر وكسروا القلم واحرقوا القرطاس واعدموا المدنية وقتلوا القوة العقلية.
أمام أمثال هؤلاء تنحني الروح احتراماً لعظمة عقله الراسخ الذي يحمل كنزاً من المعلومات. وحساب ضخم في بنك العقل والفكر الواسع.
لغة القتل أصبحت الأقوى ولغة العقل أصبحت الأضعف والأردأ وهي لا تعني شيئاً أمام تجار الدم ومحاربي العقول!
غلبت لغة العنف قلم الفكر وتطاولت أيادي الأجرام على رقاب أصحاب الحق ورواد البلد الوطنيين .
انهم يغتالوا وطناً ويقتلون أمة, يغتصبون فكراً ومسيرة نضالية شامخة يطمسون حضارة ، و"يبرولون" جيلاً يسعى إلى أن يكون له شأن كبير في المستقبل الغائب والأحلام المقتولة .
مثل هؤلاء وغيره ممن سبقوه وسيأتون وهم معروفون ومعدودون من الهامة الفكرية الكبيرة سيتذكرهم التاريخ بحبر من الكفاح والنضال والثروة الوطنية التي تتربع في عقل بركان جسدهم وأرواحهم العظيمة!.
سيتمزق الكيان السياسي وستتبلور الظاهرة السيادية لدى الدولة في ذلك الأمر .
فللأسف صوت الرصاص غلب صوت العقل في زمن تفتت فيه نسيج الضمير.. لقادة يحملون على رقابهم بلد يسير على خط النار. ويمضي على طريق الموت .. أو الإعدام شنقاً بأيدي أبناءه !
أمام مثل تلك عقول راسخة ينحني القلم ويحترق القرطاس ويجف الحبر وتنكّس الرؤوس!
وداعاً دكتور محمد المتوكل.. فالدولة لم تعطيك حقك الشرعي رغم إعطاءك لها الحق الشرعي واكثر..
وداعاً فجزاء الوطنيين هو القتل والاغتيال على أيادٍ تتعطش لإراقة الدماء.. في وقت ووضع كهذا. أفضَّل الآخرة على البقاء في دنيا يسيل فيها لعاب الدم على حمام السلام!.
راكان عبدالباسط الجبيحي
وداعاً صوت المدنية!! 1050