ما حقيقة ما يحدث في بلادنا الحبيب، في اليمن السعيد، الذي أصبح حزيناً، ومن يقف وراء كل ما يحدث؟ ومن المستفيد من هذه الأحداث؟! نقرأ ونسمع ونشاهد أخبار كثيرة ومتعددة ومختلفة ومتشعبة، دون أن نعرف الحقيقة بوضوح وكما هي، ومنهم هؤلاء الوحوش البشرية الخالية أجسادهم من القلوب والعقول، يقتلون بلا رحمة ولا تفكير، ويفجرون ويهجمون ويدفعون بالموت لغيرهم ولأنفسهم دون مبالاة ، ما المكافأة والفائدة التي سيحصلون عليها ، وإن قتلوا هل ستصلهم ويحصلون عليها وهم في قبورهم ! وإن هربوا وعاشوا فهل أرواحهم تستطيع الحياة بعد أن أزهقت أرواح من الحياة ! إذا لن تكون حياتهم هي تلك الحياة ، وإنما حياة شبيهة بالموت ، الم تكن أصعب منه .
ما الذي أوصل الوطن إلى ما وصل إليه اليوم؟ هل هي السياسة والسياسيين ، أم هي الثورة كقول من وقفوا ضدها ، أم هو النظام السابق ليعيد نفسه وسيطرته على الوطن ، أم هم الجماعات المسلحة ، سواء اختلفنا أم اتفقنا لا يجب أن نصل إلى سفك الدماء ، وتخريب الوطن ، فدمنا واحد ووطننا واحد ، والوطن اليوم بأشد الحاجة إلينا فهو يعج بالمخاطر التي تحدق به ليلاً ونهاراً ، لقد أردنا التغيير لهذا الوطن ، وبناءه وليس هدمه ، كم نحلم وأخاف أن يستمر الحلم ولا يتحول إلى حقيقة ، مع أن الأمل بمستقبل أجمل يغلب دائماً ، الأمن والاستقرار والتطور والازدهار ذلك التغيير الذي ثرنا من أجله ، وتلك الأمنيات التي خرجنا واعتصمنا لنراها .
نريد أن نعرف حقيقة ما جرى ويجري ومن وكيف ولماذا ومتى ؟!. لا نامت أعين الجبناء الذي يتربصون بالوطن الحبيب ولا يريدون للشعب إلا الشر والفوضى والحرب.. تقبل الله الشهداء ورحمهم بواسع رحمته ، وألهم أهلهم الصبر والسلوان.. إنا لله وإنا إليه راجعون.. فلن ينسى الوطن ولا المواطن تلك الدماء الطاهرة الزكية البريئة التي ذهبت والأرواح التي أزهقت.
طاهر الزهيري
أجساد خالية من القلوب والعقول 1277