س : ماحكم الاستعانة بالجن واذا كانت تجوز متی يستعان به وما هي الشروط التي ينبغي أن تكون موجودة في الجني الذي سيُستعان به ؟
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه من المتفق عليه بين أهل العلم أنه لا يجوز الاستعانة بالجن في الأمور المحرمة كالسحر والكهانة ولا يجوز الاستعانة بهم في إلحاق الأذى بالناس ظلماً وعدواناً، كما لا تجوز الاستعانة بهم مطلقاً إذا كان ذلك في مقابل تخلي المرء عن شيء من أوامر الشرع أو ارتكابه لشيء من مناهيه كصرف العبادة لهم والاستعانة بهم ونحو ذلك .
واختلف العلماء في الاستعانة بهم في تحصيل المنافع المباحة بشرط السلامة من شرهم وضررهم وشركهم، فمنهم من منع ذلك خوفاً من ضررهم على دين وعقيدة المستعين بهم ولأن السلامة منهم ومن ضررهم متعذر وقد تؤدي الاستعانة بهم على المدى إلى وقوع المستعين بهم بالشرك بالله .
قال ابن مفلح: قال أحمد في الرجل يزعم أنه يخاطب الجن ويكلمهم ومنهم من يخدمه: ما أحب لأحد أن يفعله تركه أحب إليّ. انتهى. (الآداب الشرعية). ـ
قال الشيخ ابن باز: وأما اللجوء إلى الجن فلا، لأنه وسيلة إلى عبادتهم وتصديقهم، لأن في الجن من هو كافر ومن هو مسلم ومن هو مبتدع ولا تعرف أحوالهم، فلا ينبغي الاعتماد عليهم ولا يسألون، وقد ذم الله المشركين بقوله تعالى: وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا. ولأنه وسيلة للاعتقاد فيهم والشرك وهو وسيلة لطلب النفع منهم والاستعانة بهم، فأرى أنه لا يجوز لأن في ذلك استخداما لهم، وقد لا يخدمون إلا بتقرب إليهم واستضعاف لهم. اهـ
وذهب شيخ الإسلام ابن تيمية إلى جواز استعمال الجن في الأمور المباحة، فقال رحمه الله: ومن كان يستعمل الجن في أمور مباحة له فهو كمن استعمل الإنس في أمور مباحة له، وهذا كأن يأمرهم بما يجب عليهم وينهاهم عما حرم عليهم ويستعملهم في مباحات له، فيكون بمنزلة الملوك الذين يفعلون مثل ذلك، وهذا إذا قدر أنه من أولياء الله، فغايته أن يكون في عموم أولياء الله مثل النبي صلى الله عليه وسلم مع العبد الرسول كسليمان ويوسف مع إبراهيم وموسى وعيسى.
وقال رحمه الله: ومن كان يستعمل الجن فيما ينهى الله عنه ورسوله إما في الشرك وإما في قتل معصوم الدم، أو في العدوان عليه بغير القتل كتمريضه وإنسائه العلم، وغير ذلك من الظلم، وإما في فاحشة كجلب من يطلب الفاحشة، فهذا قد استعان بهم على الإثم والعدوان ثم إن استعان بهم على الكفر فهو كافر، وإن استعان بهم على المعاصي فهو عاص. بتصرف من كتاب الفتاوى .
والخلاصة: أن الجن من عالم الغيب الذي لا يطلع على كنهه وحقيقته إلا الله تعالى فلا يستطيع الشخص المستعين بهم معرفة المسلم منهم من الكافر ولا الفاسق من الطائع ولا الصادق من الكاذب وعليه فلا يجوز له أن يصدق ما يقولونه له كما أن استخدام الجن فيه تزكية للنفس فالعلماء المجيزون لاستخدامهم ينصون على ذلك يعتبر كرامة من الله لأوليائه وقد رأينا كثيرا ممن يدعي استخدام الجن عنده معاص ظاهرة وقد اغتر بهم كثير من عامة الناس واعتقدوا فيهم معتقدات فاسدة ووصل كثير من المستعينين بالجن في نهاية المطاف إلى مالا تحمد عقباه والله المستعان .
س : ما هي صلاة الوسطى؟
الجواب:
اختلف العلماء في تحديد الصلاة الوسطى على أقوال أوصلها الحافظ الدمياطي إلى تسعة عشر قولا ً، وقد ألف في ذلك كتابا سماه (كشف المغطى في تبين الصلاة الوسطى)، وهو كتاب مطبوع.
وزاد الحافظ ابن حجر رحمه الله في كتابه (الفتح) قولا آخر لم يذكره الدمياطي في كتابه فصار في المسألة عشرين قولا .
والراجح أن الصلاة الوسطى هي صلاة العصر، وهذا مذهب الجماهير من السلف، والأئمة الأربعة. ويستدلون بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يوم الأحزاب: "قاتلهم الله، شغلونا عن الصلاة الوسطى؛ صلاة العصر"، وسميت الوسطى لأنها وسطى بين صلاتي الليل والنهار؛ فالنهار الفجر والظهر والليل المغرب والعشاء ،والله أعلم.
س : هل قص الحواجب محرم مثل التنميص؟
الجواب :
لا مانع من قص الشعر الطويل في الحاجبين فالقص ليس كالنمص. والله الموفق.
قائد الحسام
فتاوى...!! 1028