صباح الحرية أمين الشفق
صباح الخير والمحبة والنضال..
أمين لك من اسمك ألف نصيب ، كنت وما زلت أميناً في شتَّى جوانب حياتك الممتلئة حُباً وسلاماً وإخلاصاً للوطن..
عرفت "أمين" باكراً ومنذ زمن وكنت كل يوم أجده كما عرفته ، لا تؤثر فيه الأيام ولا السنون ، ولا تؤثر فيه أيضاً ضربات الآخرين ، صلباً ومِقداماً وأخاً ناصحاً وأميناً ، صاحب مواقف إنسانية خالصة وبعيدة عن حسابات المصالح والأنانية التي طغَت على كثيرين ، يدعوك إلى حزبه وأفكاره بطريقة مغايرة عن الآخرين, فهو داعية بسلوكه وفِعاله لا أقواله ، يقول الحق ولا يخشى أقرب الناس إليه ، يرمي بأفكاره مهما كان الثمن ويدفع لها الكثير والكثير وتأتي الأيام بما قاله لنا الشفق أمين ، عشتُ معه سنوات مضت ووجدته منارةً للأخوة والإيثار وعلماً من أعلام النضال وشامة في جبين الدهر...
خرجتُ برفقته وشباب قلَّة في اليوم الأول من ثورة الـ11 من فبراير 2011م وبالصدفة التقط أحد المصورين صورة جمعتني به مع شهيد الثورة محمد عطاء وكنتُ أتحدث معه عن خروجنا وأعدادنا القليلة ، فقال لي لا عليك بأعدادنا القليلة سنحرِّك المياه الراكدة وما علينا سوى أن نؤدي دورنا وفق قناعتنا ولو كنا أقل ممَّا ترى ( وقد كنا آنذاك لا نتجاوز الـ 15شخصاً)...
ظل في ثورة فبراير ناشطاً لا يُشَق له غبار وصاحب أدوار نضالية متعددة, كان أبرزها حينما كان عضو اللجنة التنظيمية بساحة خليج الحرية ومشرفَ اللجنة الإعلامية بالساحة ، كان يؤدي رسالته بكل تفانٍ وإخلاص وكان يُمطر الصحفيين في إب ومراسلي وسائل الإعلام المحلية والدولية برسائل الثورة وأحداثها من قلب الحدث ويوافينا بكل جديد..
كل رفاق فبراير يعرفون من هو أمين الشفق وكيف كان يحبه الجميع ، ففي الإصلاح شباب التجمع يحبونه ، وعند المستقلين كذلك ، وعند اليساريين واحد منهم ولدى بقية الأحزاب صديق حميم يجمع ولا يفرِّق ويسعى لذلك ما استطاع إليه سبيلاً..
ذاكرة الثورة في إب هو الشفق أمين ، فهو من يحتفظ بأغلب المعلومات والأحداث وخاصة أرشيف شهداء الثورة الذين ينتمون لمحافظة إب وسقطوا في كل محافظات اليمن ، جهازه المحمول مليء بصور كل شهداء إب ، بل غرفته التي اقتحمها البرابرة في مقر اصلاح إب مزينة بصور شهداء الثورة..
الثورة روح تسري في جسده الطاهر ، ومع كل تلك الروح كان يؤكد بأن الوطن يحتاج لثورات مختلفة حتى ينهض الوطن...
أدواره النضالية تتوزع هنا وهناك ويعشق السلمية مهما كان الأمر ، فقد خرج يحمل الورود في مسيرة نوعية عقب دخول مليشيا الحوثي محافظة إب للمطالبة بإخراجها من إب محافظة السلم والسلام وكان يقول لي يا محمود الصوت المدني والاحتجاج السلمي شيء لا بد وأن يبقى مهما "تعسكرت" الحياة وهو يشير إلى ما نعيشه من وضع مزرٍ هذه الأيام, بتنا والوطن جميعا في قبضة مليشيا اغتالت الحلم وداست على طهر صلاتنا الوطنية..
الشفق أمين لكم ناضل في قضايا إنسانية متعددة وما وقوفه مع السجينة رجاء الحكمي عنا ببعيد فلكم ناضل من أجلها وغيرها كثيرون..
اشتقت إلى أمين أخي ورفيقي ومن لا أطيق غيابه ساعات فكيف تغيبه عنا مليشيا إرهابية اختطفته مع رفاقه ظلما وعدوانا مبيناً من مقر حزب يمارس عمله السياسي مع رفيق نضاله ومعتقله الأستاذ صادق العامري...
ياسديقي لن يرهبوك أو يقتلوا عزيمتك التي لا تلين فقط هم يُزينون مسيرتك بتاج النضال الذي يكون من نتائجه الاعتقال أو التعذيب أو القتل وغيرها من محن أنت لها أهل...
أمين لستُ وحدي من تألم لاعتقالك واختطافك دون وجه حق ، كثيرون من شاركوني ألمي ووجعي إذ صار العيش بدونك بلا طعم ولا لون ولا رائحة...
لليوم الرابع على التوالي تقبع خلف القضبان وكل دقيقة تمضي تزداد ألقاً والبرابرة الغزاة تتار العصر يتعرون أكثر وأكثر...
أنت ورفاقك اليوم تزلزلون عرش الاستبداد الجديد المتدثر بعباءة الدين والحق الإلهي وإن غداً لناظره قريب...
أنت ورفاقك اليوم تكشفون عورة الساسة والقادة والسلطات المحلية والأمنية التي لا تزال تعيش الوهم وترتدي الخزي والعار لبقائكم خلف القضبان ظلماً وجورا...
وقبل الختام أختصر وأقول لكم يجبرك شفق إب واليمن على محبته بدون أي رتوش ، يرفض الظلم ويعشق الحرية ويحب بصدق وإخلاص...
سأختم والكلام عنك لا ينتهي:
أخي أنت حرٌّ وراء السدود ..... أخي أنت حرٌّ بتلك القيودْ
إذا كنت بالله مستعصماً .... فماذا يضيرك كيد العبيدْ؟!!
أخي: ستُبيد جيوش الظلام .... ويُشرق في الكون فجرٌ جديد
فاطلِق لروحك إشراقها .... ترى الفجر يرمقنا من بعيدْ
أخي: قد أصابك سهمٌ ذليل .... وغدراً رماك ذراع كَليلْ
ستُبتَر يوماً فصبرٌ جميل .... ولم يدمَ بعدُ عرين الأسودْ
محمود الحمزي
المعتقَل أمين الشفق 1213