كان حلماً يراودني منذ عقود أن أطبع كتابا يحمل اسمي وكنت أقول في نفسي هل سيتحقق هذا الحلم؟ هل سيأتي هذا اليوم وأظل أدعو الله الكريم أن يحقق الغايات ويقضي الحاجات ويتحقق حلمي قبل الممات.. ومرت الأعوام وأنا أكتب وأكتب وأكتب في الصحف والمواقع والمجلات..
ولا أخفيكم أنه في لحظة من اللحظات "طششت" وطلعت في رأسي وصدقت كلام بعض القراء وبعض الإطراءات أنني كاتبه لا يشق لي غبار وأني غير كل البنات وهات يا بي هات.. وكنت أتخيل أن الناس يتزاحمون أمام الأكشاك والمكتبات لشراء القبيليات وحققت أرباحاً مادية ومعنوية فاقت كل التوقعات" طبعاً هذه كلها أحلام و خيالات" وعلى الله توكلنا وعزمنا نطبع كتاب وجمعت مقالاتي وانتقيت الأفضل والمناسب وبدأت رحلة العذاب والمعاناة, فالأسعار نار بداية من المصحح اللغوي إلى الصف والإخراج ثم الطباعة ثم دور النشر والمطابع التي تتعبث بالكاتب عبث, عدا مطبعة الصفوة في إب طبعاً ووزارة الثقافة لا تطبع إلا للوزير وأصحابه ورجال الأعمال والتجار لا يدعمون إلا المهرجانات والمسلسلات والهبالات وستضطر للوقوف على الأبواب كالشحات طالباً معونة أو دعماً ولن تجد في عرض البلاد وطوله من يدعمك على مدى عقد ونصف من الزمان سوى مجموعة هائل سعيد أنعم والأستاذ/ حسين المسوري والشيخ نبيل الخامري وعيدروس بازرعة.. خمسة أو أربعه من ثلاثة وعشرين مليونا أو يزيد ولو أن الدعم المالي الذي يذهب للحروب والصراعات والمنازعات والحوارات خُصص للإبداع والفكر جزءٌ منه لتعلمت البقر وتنورت الحمير واستوعبت الحيوانات..
المهم وبعد أن نطبع الكتاب تواجه الكاتب مشكلة أخرى تتمثل في تسويقه وبيعه ونحن أمام عدة خيارات, إما أن تضع النسخ في الأكشاك والمكتبات وتظل سنوات وسنوات والمواطن اليمني مولعي بالقات ولا يهمه أمر الكتب والكتيبات ولن يعود عليك منها سوى بعض الريالات تنفقها على أجرة التاكسي و الباصات وأنت رايح جاي تسأل كم نفذت من الكميات أو تتسول بها على أبواب التجار والشركات.. وتلعن أبو الفلوس اللي تذل العزيز وتخليه زي الشحات أو توزع النسخ هدايا للقراء والقارئات وتدفع من جيبك أجرة المواصلات وقد يرفض القارئ استلام النسخة بعد إرسالها في بعض الحالات..
وهنا أنصح الزملاء والزميلات الكُتاب والكاتبات أن يعدلوا عن قرار طباعة أي مؤلفات واحتفظوا يا أعزائي بالمسودات إلى أن يفرجها رب البريات و تتنور اليمن وتتغير الثقافات..
أحلام القبيلي
لحظه قبل أن تطبع كتاب 1558