تواصل معي أحد الأشقاء الصحفيين الذين يعملون في صحيفة عكاظ السعودية ، وأجرى معي حواراً حول الأحداث الجارية في اليمن ، وقد طُفت وإياه في كثير من الجوانب المؤثرة حول تأجيج الصراع في اليمن ودورهم فيما وصلت إليه ، وقد تحدثت معه بشفافية مطلقة بما أعتقده وأراه بعيداً عن الدبلوماسية والتسيس، ونُشرت هذه المقابلة في الصحيفة ، ولأنها لم تنشر كل ما قلته عن كل الأطراف الخارجية حتى تصل الفكرة مكتملة للمتابع ، ربما لأن ذلك الحديث لا يتناسب مع سياسة الصحيفة ، ولا يسعني إلا أن أعذرهم في ذلك ، وسأركز هنا على ذكر مالم يذكر في الصحيفة بقدر ما تسعفني الذاكرة كونه كان الحديث عبر التلفون ولم أسجله لدي ، فكان ممَّا قلته أن الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية وفي مقدمتهم أشقاؤنا في الخليج خدعوا الشعب اليمني في هذه المبادرة كونهم كانوا ضامنين لتنفيذها، فتنصَّلوا من واجباتهم بل أصبح البعض متواطئين مع ما يحدث في اليمن ولم يقوموا بواجبهم الأخلاقي أمام التزاماتهم ، فَرِكنَّا على مبادرتهم التي أوصلتنا إلى هذه الحالة الخطرة التي يمر بها الوطن ، والولايات المتحدة تدَّعي محاربة الإرهاب وهي تشجِّعه ، فما نراه اليوم في وطننا من مليشيات مسلحة سواءً من قبل الحوثيين أو المجاميع القبلية أو أنصار الشريعة ، هذا الخليط والفوضى سيُوجِد بيئة حاضنة للقاعدة في البيئة اليمنية وخاصةً في تعز وإب ، رغم أن طبيعة هاتين المحافظتين طبيعة مدنية تحترم النظام والقانون حتى وإن ضعف دور الدولة, فهذا المجتمع يظل رافداً وداعماً لاستعادة الدولة هيبتها وينفر من أي مليشيات مسلحة من أي طرف كان ، وعندما تتواجد مليشيا معينة فإن هذا يستفز المجتمع فتجد الأطراف النقيضة لهذه المليشيا الفرصة لخلق أنصارٍ لها وتنصِّب نفسها مُدافعةً عن المجتمع بدافع المذهب أو القبيلة ، وفي النهاية المجتمع بكل فئاته وأطيافه بدون استثناء هو الذي يدفع الثمن ، ورغم أن الأشقاء ربما لم يدعموا الدولة حق الدعم للقيام بواجبها ولديهم حسابات خاصة فإننا نقول لهم إن الاطراف الخارجية المتصارعة في اليمن هدفها أشقاؤنا في دول الجوار أكثر منَّا ، وما نحن إلا محطة عبور للوصول لهذه الدول ،ولذلك ليس من صالح هذه الدول عدم استقرار اليمن ،أيضاً قلت إن وُجَهاء تعز التقوا بالسلطة المحلية والأجهزة الأمنية واتَّفقوا على أن تتحمل السلطة المحلية والأجهزة الأمنية مسؤوليتها في حفظ الأمن بالمحافظة ومنع أي مظاهر مسلحة غير رسمية والوجاهات ستكون عوناً للسلطة في ما تطلبه منها وليست بديلة لها, كان هذا هو فحوى ما قلته ليس بالحرف ولكن بالمضمون ، فأحببتُ نشره هنا لتتَّضح الفكرة للمتابع وهي وجهة نظري ولا أدعي لها الكمال لكن بحسب ما أراه .. مع شكري للصحيفة وللأخوة القُراء والمتابعين ، وأسأل الله أن يجنِّب وطننا الفتن ما ظهر منها وما بطن.
محمد مقبل الحميري
مقابلتي في صحيفة عكاظ 1314