(1) في مؤتمر الحوار كان المشاركون باسم الحراك الجنوبي، المنسحبون ومن ثم الجالسون يطالبون في كل جلسات الحوار بفيدرالية من إقليمين شمالي وجنوبي مقابل وحدة أبدية لا انفصال فيها وأشْهَدوا على ذلك السيد جمال بن عمر وهذا ما سمعته بإذني وشاهدته بعيني، لكنهم كانوا يسرِّبون للإعلام أنهم يحاورون على حق تقرير المصير. (2) في إحدى المرَّات زار عدن موظفٌ في مكتب جمال بن عمر موظف بسيط لا حول له ولا قوة، فإذا بالجنوبيين يصفونه بالوفد الأممي ويقطعون الطرق لأجله، ويتسابقون على اللقاء به والتقاط الصور معه.. الرجل ذاته على بساطته لم يصدِّق تلك الأهمية التي حظي بها وأثارت سخريةَ وضحك طاقم مكتب السيد بن عمر. (3) بالأمس زارت عدن لجنة الخبراء الخاصة بتحديد المُعرقِلين وفرض العقوبات عليهم، فإذا بقيادات حراكية تتسابق للقاء بها وتتحدث عن توجُّه أممي للتعاون مع الحراك بشأن انفصال الجنوب. في ظنِّي أن هذه الحالة من التعلق بالأوهام مردُّها إلى عدم الثقة بالنفس لدى مَن يتبنَّاها، كما هي عدم قدرة على فهم ما يجري، وهي أبداً ليست حالة تُسهِم في رفع الروح المعنوية للآخرين كما يظن البعض. لو كانت سياسة بيع الوهم تفيد لكانت أفادت الجيش الجنوبي والسياسيين الجنوبيين في عام 94م الذين ظلوا يرددون عبارة دحرناهم حتى دحروهم إلى ساحل "جولدمور" ومنه إلى منافي الشَّتات. لنعلم أن بيع الوهم لا يبني دولاً، بل هو سلوك متخلِّف يستخف بعقول وتفكير الآخرين، وتهرب من تسمية الأشياء بمسمياتها، والتحدث بشفافية ووضوح عن كل القضايا؛ فالوهم يظل وهماً ولا يغيِّر في الواقع شيئاً.
منصور صالح
أوهام جنوبية .. 1281