أظن أن الحديث عن تنفيذ مخرجات الحوار الوطني والعمل بها أصبح اليوم مجرد استهلاك سياسي ومضيعة للوقت، لا سيما بعد تلك الأحداث التي تلت اختتام مؤتمر الحوار الوطني لجدول أعماله بداية العام الجاري وأصبحت هذه الأحداث تطفو علی سطح المشهد السياسي وتؤثر فيه بقوة.
مثل هذه الأحداث كان لها أن قيدت عملية النهج السياسي للمرحلة الانتقالية الراهنة،كما أصابت أيضاً أطراف اليمن السياسية المخلصة بنوع من الإحباط إذ باتت تری هذه الأطراف أن ما حدث مؤخراً يعيق نجاح المرحلة الانتقالية ويحول دون تنفيذ خطواتها بالشكل الذي اتفق عليه الجميع.
إضافةً إلی أن رُعاة التسوية السياسية في اليمن وعلی المستويين الإقليمي والدولي صاروا ربما هم الآخرين يشعرون بأن المبادرة الخليجية والقرارات الدولية لم تعد اليوم صالحة وفعالة كما كانت عليه سابقاً ولم تعد بشكلها الحالي مناسبة للمُضي من خلالها باليمن إلی تجاوز الوضع الذي تعيشه اليوم، حتی وإن أصدروا بعض البيانات إلی الداخل اليمني يدعون فيها إلی ضرورة التقيُّد بالمبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن كهدف أساسي لإنجاح المرحلة الانتقالية الراهنة.
وفي اعتقادي الشخصي أری أن وضع اليمن يومنا هذا أصبح يتطلب خارطة سياسية أخری وأن حملت فيها بعض بنود المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، إلا أن الأهم في وجود هذه الخارطة هو أن تتماشی مع التغيرات التي ظهرت مؤخراً علی واقع اليمن السياسي والتي قد يكون لها تداعيات خطرة إذا لم يستوعبها الجميع ويقفون أمامها بمسؤولية عالية.
محسن فضل
هذا ماصرنا بحاجة إليه اليوم 1228