هلَّ علينا العام الهجري الجديد 1436 لعل أيامه تكون أسعد ممَّا مضى.. فقد أبت سنة 1435هـ ألا تمضي دون أن تترك بصماتها السيئة وأخبارها المحزنة حتى حلت أصواتنا غيظاً ونحن نودعها ألا يوجد خبر واحد سعيد مفرح.. لن نتحدث عن تأثرنا وحزننا بما كنا نراه كل يوم من مآسٍ إنسانية ودماء بشر دون ذنب جنوه سواءً في اليمن أو العرق أو فلسطين أو سوريا ولبنان ومصر وليبيا وما نسمع عنه الكثير من النكبات والمصائب والمشاكل والقضايا غير الإنسانية أو عن الأحبة الذين فارقونا.. انتهى العام الهجري 1435هـ المنصرم وطل علينا العام الهجري الجديد 1436هـ نرجو ونأمل ونتضرع إلى الله العلي الكريم أن يكون عام يسر وسلام.. عاماً تطمئن فيه القلوب وتهدأ النفوس.. لقد عانينا كثيراً الصغير قبل الكبير في عام 1435هـ من أوضاع أمنية واقتصادية صعبة وقضايا ومحن وفتن الله لا سامح من سعى لإحداثها وصنعها..
انتهى عام 1435هـ, مضى بمشاكله ومصائبه ونستقبل عام 1436هـ الجديد ونحن لا نملك إلا أن نتوجه بالدعاء إلى الله أن يزيل المصائب والمشاكل من فوق صدر بلادنا وصدورنا أيضاً.. كما ندعو الله أن يكون عاماً سعيداً مليئاً بالتفاؤل والحب والسلام والأمن والأمان والاستقرار..
دعوتنا للمولى عزوجل ألا نكون نحن اليمنيين وكذا العرب كالأيتام على مائدة اللئام.. وأن يحفظ وينجي الله الشعب اليمني وكل الشعوب العربية في مصر والعراق وسوريا وليبيا من القتل والدمار والتشرد وأن يزيد من صلابة وبأس وصمود إخوتنا في فلسطين ضد أبناء القردة والخنازير "قتلة الأنبياء"..
لا ننكر أن أيام العام الهجري المنصرم عام 1435هـ كانت أياماً صعبة علينا وعلى الآخرين من أكبر دولة في العالم إلى أصغرها, كل الناس متعبون ومرهقون وحيارى لا أمن ولا أمان بصورة مرضية هادئة مجرد حروب واقتتال واغتيالات ومآسٍ وعذاب الله لا أعادها الله علينا ولا على كل العرب والمسلمين..
وإزاء هذه الفوضى العالمية الشاملة ونحن اليمنيين في مقدمتهم التي تحيط بنا النكبات "نكبة وراء نكبة" إننا في حاجة ماسة إلى التفاهم فيما بيننا على ما يمكن عمله.. إن المسألة جد لا هزل فيه ولا يمكن أن تحل الأزمات والمشاكل المماثلة بمجرد تغيرات هامشية في دوائر الحكم سواء هنا أو هناك أو في كل دول العالم مجتمعة أو منفردة, إننا نواجه موقفاً شديد الصعوبة وليس من المتوقع والأمور هكذا أن نعثر على حل في الطريق الصعب المليء بالعقبات والمطبات, والأمر لا يحتمل الانتظار فلنحدد ونعالج قضايانا بقلوب صادقة مخلصة لصالح البلاد والعباد.. أخيراً دعوتي للمولى عزَّوجل أن يحقق لليمن وللأمة العربية كلها الأمن والأمان والاستقرار والسلام.. وكل عام وأنتم بخير..
أحمد عبدربه علوي
وداعاً.. عام المآسي 1435ه المنصرم 1397