وحدها محافظة إب التي استطاعت بفعل التلاحم والتكاتف بين أبنائها صد العدوان الهمجي الحوثي الساعي لتنفيذ أجنداته الخاصة ومشاريعه الضالة وبقوة السلاح وحالة الرضى الرسمية في التحرك الهمجي والغير مستند لأي شرعية تتيح له العدوان والغزو سوى الحماقة الطائفية المقيتة والاستناد لموروث قديم أفل عليه الزمن.
وللأسف ان ذلك العدوان لم يكن حوثياً خالصاً بل بتنسيق السلطات الرسمية كما حدث في صنعاء ومن قبلها عمران ما يؤكد مدى تطابق التحركات الحوثية بالخطاب الرسمي للسلطات الرسمية في حين أن محافظات عديده سقطت بيد تلك المليشيات في ساعات معدودة بل ودون مقاومه بالوقت الذي نشاهد فيه نموذجاً في العراق يجعلنا نعجب من انتمائنا وحقيقة الممارسات والتجاذبات السياسية الجارية حين تتواجه قوات كرديه مدعومة عالمياً مع تنظيم الدولة الإسلامية في عين العرب كوباني وضربات التحالف الدولي ولم ينتج عن ذلك سقوط مدينة كوباني رغم طول المعركة والمساحة المحدودة والصغيرة للمدينة, ثم يأتي البعض ليتحدث عن انجازات وسيطرة الحوثيين على تلك المحافظات وكأننا لا ندرك حجم الحوثيين وكذلك الشركاء الذين رسموا له الطريق لكنه أخفق حينما تبعهم بدخول محافظة إب القاهرة التي قهرتهم, فكانوا حسب مخططهم يريدون نشر نقاط في إب كما فعلوا في صنعاء وذمار والحديدة وكان الرد الحازم لأبناء إب الشرفاء أن أقاموا هم نقاط تفتيش تتبعهم ورفضوا بقوة السلاح تواجد المليشيات المسلحة بالنار ولأن محافظة إب هي الشقيقة الأولى لتعز فلا غرابه من موقفها الموفق الذي فرضته بالسلاح وليس تجنياً على أحد بقدر ما هو سلاح يواجه السلاح ونار تواجه النار, بينما كان بإمكان الحوثيين ومعهم كثير من الموالين لعلى عبدالله صالح تجنب الاحتكاك بأبناء إب وتعز لكونهما المعقل لتضاد المشروع الحوثي أي المشروع السني النقي الغير قابل لأي أتربة من شأنها أن تفسد هواءه الطلق بل ومن منطلق آخر فإن من يطالع تاريخ إب يدرك حقيقه لا جدال فيها أولاً ان من يعاديها ويحتك بها ويؤذيها لا يحكم اليمن, ثانياً أن جميع أبناء إب دون استثناء أحرار عبيد لله وحده دون سواه فلا يقبّلون ركبة سيد ولا شيخ ولا أمير يرفضون رفضاً قاطعاً لا هوادة فيه سياسات التمييز التي هي من أساسيات الحركة الحوثية.
وبتلك العوامل وكثير لم نذكرها ساهمت في بناء جيل واثق وثابت لا يخاف ثم كانت هذه الأحداث التاريخية هي الثمار لتلك المبادئ والقيم وبالرغم من الألم والأوجاع التي عانت منها إب إلا أنها ستكون مصدر قوة ردع تأبى الخنوع والخضوع والاستسلام ولأحد أبنائها الكرام شيخها المبارك المجاهد عبدالواحد الدعام كل تحية وسلام لقيامه بمهمات جسيمه حاول الكثيرون التنصل عنها والهروب منها خوفاً من عواقبها, فكان من بين النادرين الذين احتاجتهم أوطانهم وعقيدتهم ومبادئهم فلبوا النداء ولم يكونوا في صف المنقلبين أو المنبطحين فاستحقوا النصر من الناصر والعز من العزيز وكل ذلك في الحسبان لدى كافة أبناء اليمن حينما تكون محافظة إب القاهرة التي قهرتهم والكاسرة التي كسرتهم وأعادت مخططاتهم بعد أن وجدت لها موضع قدم في بعض المناطق وهكذا وعلى ذلك الدرب يجب أن يتحرك الجميع.. والسلام..
عمر أحمد عبدالله
إب..القاهرة التي لا تُقهر!! 1287