أيها السياسيون ..الأحزاب السياسية المُختلفة,.. أيها الزعيم.. وأيها القائد, أيها المُخرب.. كل من لديه خيوط لُعبة, أو دوافع انتقام, أو مقاصد تسلُط.. انظروا إلى حال الوطن اليوم نظرة صادقة.. نظرة مؤمن لوطنه خالية من كُل دوافع الدُنيا ستهديكُم لإدراك أن جميعكم على خطأ وأنكم ظللتُم طريق: الدين, والوطنية, وأضحيتم العدو الفعلي لليمن أرضاً وإنسانا.., وستدركون أن حُكم اليمن ليس حصرياً للزيدية, ولا مِلكاً مُطلقاً للشافعية, وأن الوطن للجميع شركاء فيه حُكام ومحكومين وستعجلون بقطع خيوط اللُعبة, وتوقفون دوافع الانتقام, وتتخلون عن مقاصد التسلُط وتتجنبون تكرار الثأر.
فما تعيشه اليمن اليوم واقع غير مسبوق يهدد جميع اليمنيين(أحزاب, أو كيانات, أو..) يُهدد الجغرافيا والثروة.. يهدد عامة المواطنين في أمنهم ومعيشتهم.. كون الصِراعات المُستمرة هُنا وهُناك بمُسميات وصور مُتعددة تمثل ضربات مؤلمة في عُضد الوحدة الوطنية وتدمير للأمن والاستقرار ..نتج عن تلك الصِراعات :دماء, دمار(مباني, إمكانات, مُقدرات, و..),وكُل طرف يعد للآخر ويتوعده ويظن أنه أشطر وأذكى من خصمه ومُخترق له, وسيضطهده , و..وغيرها من ظنون وخطط الشيطان المُسيطرة على أداء كُل الأطراف في اليمن؛ لأن الجميع لو نظروا بوعي ومسؤولية وأعادوا عقولهم إلى رؤوسهم سيجدون حقائق هامة يدركها كُل عاقل وصاحب ضمير وهي: أن الجميع مقتول, وأن الجميع مُدمر, وأن الجميع مُخترق, والكُل خاسر.
ألا تعون أنكم خالفتُم الدين الإسلامي وكُل جميعكم يدعي الانتماء إلي هذا الدين: فكم قُتل من اليمنيين خلال الشهرين الأخيرين فقط؟ أليسوا جميعهم مُسلمون يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ويقيمون الصلاة؟ ألم يقُل الله سبحانه في كتابه الكريم:( ومن يقتُل مؤمناً مُتعمداً فجزائه جهنم) والقائل:(من قتل نفساً فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً),والقائل:(ولكُم في القِصاص حياة يا أولي الألباب) ,ورسوله الكريم القائل: لئن تُهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من إراقة دم امرئ مُسلم...ألا تتذكرون هذه القواعد وغيرها من القواعد التي تُحرم مال المُسلم ودمه وعِرضه في دينكم؟ ولماذا تخالفون الدين وترتكبون الجرائم في حق بعضكم بعض وتسقطون حدود الله؟ ولماذا تصرون وبأساليب مفضوحة كُل يفصل ويؤول الدين والقرآن وفق غاياته وشهواته الدنيوية؟
أليس الأحرى: أن تصارحون أنفسكم بأنكم جميعاً دُمى وأدوات تدمر اليمن واليمنيين: طرف بيد أمريكا, وطرف بيد إيران, وآخر بيد السعودية, و...؟ وجميعكم ينشد الوطنية والسيادة والشعب, وكُلكم كاذبون في شعاراتكم؟. لماذا يستجدي كُل منكم الخارج لقتل اليمنيين وتدمير اليمن وإهدار ثرواته ومقدراته؟.. تستجدون مليار دولار لتخسِّروا الوطن 10مليار دولار؟ وتأخذون شُحنة أسلحة دعم لتقتلوا آلاف اليمنيين؟ ويُعير بعضكم بعضاً بأنه عميل للخارج وجميعكُم عُملاءـ بحسب اتهامات بعضكم لبعض وحسب تصريحات ومواقف الدول المساندة لهذا الطرف أو ذاك؟.
ألا يدرك مُهندس أسطورة الحوثيين الجديدة؟ أن ما نتج عن ذلك حتى اليوم: تهيئة ساحة جديدة لصِراع جديد عنوانه(المذهبية, والمناطقية), ووضع الخطوات والإجراءات الشرعية والقانونية لتمزيق الوطن وفصل جنوبه عن شماله؟.. ألا يعي وغيره أنه بدأ بمسلسل استدراج الحوثيين وتتويههم للخلاص منهم بعد اقتراب انتهاء دورهم وبتحريك أوراق وأدوات عدة؟.. ألا يعلم الجميع أن الأطراف الإقليمية والدولية أذكى من كل المتصارعين اليمنيين وتعي غايات كل طرف وتعري بصريح العِبارة ما يحدث في اليمن, وترفض تقديم أي معونات أو دعم لليمن؟.. فهل لديكم عقول وتفكير سليم يخدم وطنكم ككل دون تمييز لفئة أو طرف أو حزب؟
فالرسول الكريم وصف أهل اليمن بالإيمان والحِكمة.. فهل أدائكم اليوم وواقعكم المُعاش تكذيب لحديث رسول الله؟ لأن ما يلمسه عامة اليمنيين من السياسيين والنُخب: مكر, وخداع, وتضليل, واستغلال وغدر, ..واقع يعاني الغياب التام للحِكمة ,واقع مليء بالممارسات والجرائم التي تنفي صفة الإيمان عن هذا المُجتمع؟.. فأين الخطأ؟
أما آن الأوان لنزع فتيل الشر بينكم وتصونوا اليمن وأهله؟ وتقطعوا ذيول التبعية التي تفرض عليكم أفعال وممارسات تُخِل بأمن وطنكم واستقراره, وتدمر النسيج الاجتماعي الواحد لليمنيين؟ ألا تستحون وتتأملون في حال الدول جواركم اتجهت قياداتها لاستغلال ثرواتها ومقدراتها ونمت شعوبها وعادت عليها بالخير, وانتم في اليمن تتسابقون على تدمير بعضكم بعض في سباق السيطرة على الثروة المتواضعة بل وتدميرها, وتحاربون أي توجُّه لاستغلال الثروات الكامنة والزراعية؟ وتتسابقون على أبواب شحاتة المساعدات الدولية بل تتقاتلون؟ عيب عليكم .. يكفي إلى هنا.. فوطنكم فيه كل الخير وبه غنائكم جميعاً.. فانهوا صراعاتكم بصدق ولا تكُن كعهود أو مواثيق ألِفتُم نقضها, وعودوا إلى دينكم بصدق, وإلى وطنيتكم بمسؤولية خالية من نكهة المذهبية, والطائفية, والأهواء, وتبعية الخارج.. تساموا فوق جراحاتكم, وتوقفوا عن ثأرات داحس والغبراء, و أعيدوا دولتكم لوضعها الطبيعي ردوا لها اعتبارها بـإعادة ما نهبتموه من سلاحها وأموالها, بأن يكون اسم الحُكم في اليمن اسماً وواقعاً :الدولة.. لا الإصلاح, ولا الحوثي, ولا مؤتمري, ولا اشتراكي, و.. يمتزج الجميع في مواطنة متساوية.. وحكومة يشترك فيها الجميع اشتراك فعلي لا نفوذ فيه لأحد على الآخر...أجمعوا بشكل شفاف سلبيات بعضكم بعضاً: "الإصلاح: إقصائي وفساد, المؤتمر: فاسدين ومتسلطين, الحوثي:طائفيين وأداة علي,.. الحِراك: مشتتين وغير متفقين, و... " ويتم إلزام كل طرف بالتخلي عن سلبياته, وتحديد تشريعات قانونية صارمة وعقابية لأي أداء تتضح وتثبت فيه السلبيات سالفة الذِكر: فساد, أو إقصاء, أو طائفية, أو تسلُط واستبداد,.. المهم حلول تخرج الناس إلى طريق واضح لا إلى نفق مُظلم ولا صِراع دائم.
ماجد البكالي
أيها المتصارعون..لقد كفرتُم بالدين والوطن؟ 1264