;
سمية الفقيه
سمية الفقيه

اليمن الجديد والدم المسفوح 1411

2014-10-18 10:09:48


منذ ثلاث سنوات عجاف ونيف انتفض البسطاء على مبادئ أنهكت جسد هذا الوطن المهترئ ؛ مبادئ منها البطش ,القوة والهمجية والعبث واللا قانون التي كنا نعيشها سواء على المستوى العلمي أو العملي أو الوظيفي وقيم منها الوساطة والصنمية والهوشلية والسطو التي كان يستخدمها أصحاب النفوذ والقوة والجبروت..انتفضنا على وطن منهوب من أبناءه. على وطن حوى مستنقع من الفساد ظل فيه البناء راكد وآسن ووصلنا لحد من الظلم والتسلط فاق كل الحدود.

 كنا نريد بانتفاضتنا تلك أن نلغي طوفان القوة والتجبر من قاموس حياتنا بشتى النواحي المختلفة ونعلي من مبدأ كرامة الإنسان التي كانت مهدرة ومُهانة بشكل كبير.. ظننا أن بإمكاننا أن نعيش في بلادنا مواطنين ننعم بمواطنة متساوية كبشر خلقهم الله لهم الحقوق وعليهم الواجبات يسيرون على قانون يساوي كل الرؤوس تحت سماءه..

نعم انتفضنا ..نعم ظننا أننا سنجد الوطن المنهوب لعقود خلت إنما للأسف كان ظننا آثم وبشدة ودخلنا اليمن الجديد بدم مسفوح ومراق للمواطن اليمني البائس.فمارد بدائيتنا هو الذي طغى وتغلب على تحضرنا وعلى الرقي المفترض أن يكون فينا وفي تصرفاتنا وسلوكياتنا,, ارتددنا على أعقابنا سنوات جليدية في حين يفترض أن نكون أكثر إنسانية وروية وتعقلا وحكمة؟؟ الدم المسفوك صار ديدن اللاعبين السياسيين في اليمني الجديد اسما لا معنى.. وهُتكت بالفعل كرامة اليمني ودمه وماله وعرضه أكثر بسبب اللعبة السياسية القذرة.. ماذا جرى وصار لعلم ولثقافة كنا نظن بأننا تشربناهما خلال عقود بائدة؟, هل كانت مجرد شعارات تخفي وراءها بدائية بغيضة؟ هل كنا نخبئ هذه الفجور لسنين بؤس قادمات والآن آن حصادها وحشية وترخيصا لدماء يمنية طاهرة باتت تجري شلالات وأنهار هكذا ظلماً وعدواناً؟.

اليمن صار مسرحاً ومرتعاً للعصابات بكل أشكالها وتسمياتها, عصابات مسلحة ,عصابات سطو ,عصابات تقطع ,عصابات نهب, عصابات تخويف وقتل وتنكيل حولوا البلاد إلى كومة من دخان ونار ويباب.. نلاحظ انتاج العقليات المتخلفة أكثر من السابق وصارت السلوكيات اكثر همجية وتمردا بعيدا عم كل مسئولية وانتماء تجاه هذا الوطن ,فلعنا نستطيع ان نخاطب بذلك انتماءهم لهذه الارض الطيبة ؟عليهم فقط أن يعوا انهم لا يعبثون بحاضر البلد وحسب بل مستقبله ومستقبل أبناءهم من بعدهم والتاريخ لا يرحم كل متهاون بتراب أرضه وبدم ابناءه.

 أين كنا نخبئ كل هذه التكتلات من النقمة علي وطن أهدرنا دمه وذبحناه من الخاصرة إلى الخاصرة؟و أين الدولة من كل هذا المجون يا ترى؟

فالأزمة السياسية غرست مخالبها على كل شيء في ارض الوطن ولن تستثني أحدا أبدا, وغرست أيضا أنيابها وبشدة على المستوى الاجتماعي فلم يعد المواطن اليمني يلقى الأمن والأمان ولا التصالح مع الذات ولا مع الغير , حتى في طريقه تعامله مع الآخرين تغيرت وتميزت بنوع من الغلظة والشك وعدم التعايش وانتشرت مفاهيم الكراهية والبغضاء وعدم تقبل الآخر إلا بشق الأنفس وطلقة الزناد فيما بيننا صارت اقرب الينا من حبل الوريد.. حتى لكأنما يتهيأ لنا أننا كنا ندفن مارد بأيدنا تحت الرماد وحينما حان وقت خروجه انتفض وغدا يمزق فينا أواصر الألفة والمودة.

قمة الحسرة والندم أن نجعل الدم المسفوح عنوان وطن وعنوانا لوهم اليمن الجديد و لحاضرنا الشائك وخاتمة صبرنا على واقع رث تجرعنا فيه المرارة وكنا نرتجي أفضل منه وليس الأسوأ بكل المقاييس.

وقمة الألم أن يكون معنى بناء الوطن قائم على عقليات تظن أن القوة سلاحه للنماء, وأن البطش وسيلة ناجحة لتطوره, وسفك الدماء طريقه لرقيه وتمدنه ودخوله مصاف الدول المتحضرة. مازالت إنسانية الإنسان مُهدرة في بلادنا ودمه مسفوح وكرامته مسفوكة.. فكيف نريد أن نبني وطناً جديداً عنوانه القبح والعقول المجرمة و الدم المسفوح ؟!.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد