تظل النظافة عنواناً للإيمان و دليل الوعي وسلوك ثقافي ومن العجيب و الغريب أن تشكو دول الربيع العربي من غياب وانعدام النظافة في مدنها وبشكل لافت للنظر "تقولوا ليش" ولن أصدق من يقول إن هذه الكارثة البيئية مخطط من الأنظمة السابقة المهم في الموضوع وما يوجع القلب هو حال عاصمة الثقافة اليمنية تعز التي تغرق في بحر من القمائم وتسبح في مستنقات القذارة في ظل إهمال قيادة المحافظة والمسؤولين عن نظافتها حتى أصبحت مدينة موبوءة ومتنزه للحشرات وحديقة للفيروسات والجراثيم وفوق الكم الهائل من القمائم.. جاء العيد الكبير أو كما يسميه البعض عيد اللحمة وكانت الكارثة فالدماء والجلود وبطون الأضحيات تملأ الأزقة والحواري وبشكل مقزز ومقرف وارحبي يا جنازه فوق الأموات ولأن النظافة من الإيمان فالقذارة من الشيطان ولأن النظافة رأس الصحة فالقذارة دليل المرض وقائده ويقول المثل البولندي "النظافة نصف الغنى" وبالتالي غيابها هو الفقر كله.. إذن كيف ستجد الثقافة لها محلاً في هكذا بيئة وكما أوجه عتابي لقيادة المحافظة لا أنسى أن أتوجه باللوم لأبناء هذه المحافظة المعروفة بالثقافة, فالنظافة سلوك فردي ولو كل شخص نظف جوار منزله ستصبح المدينة نظيفة..
فالثقافة ليست مهرجانا إنشادياً أو غنائيا و الثقافة ليست مسرحية أو أمسية شعرية.. الثقافة ليست ملاحقة الموضة في اللبس وقصات الشعر.. الثقافة ليست رقصة الليوه والسيمبا, الثقافة ليست شعارات وكلمات الثقافة سلوك حضاري أول وأهم مظاهره النظافة والمدينة لا تحتاج إلى حملات تنظيف يتصور فيها المسؤولون وتنقل فعاليتها القنوات وتتحدث عنها الصحف بل تحتاج إلى حلول جذرية والمهمة ليست صعبة ولا تحتاج إلى براءة اختراع.. قمامة و شيلوها ولنتذكر جميعاً إن النظافة مسؤولية الجميع..
أحلام القبيلي
تعز..المدينة الموبوءة 1838