بكل تأكيد ومن خلال قراءة أحداث التاريخ بعناية فائقة تجد أن الفشل تجربة وخبرة للمراجعة والتحفُّز بعوامل النجاح إلى النجاح والفشل وليد البيئة، ويحكمه قانونا الزمان والمكان، وهو مُصاحِب لكل عمل يقوم به الإنسان فرداً كان أو جماعة أو حزباً.
ما الفشل؟
الفشل: لغة «التراخي والجُبن والكسل والضعف».. كيف يحدث الفشل؟
يحدث الفشل عندما تتخلف أحد عناصر النجاح وأهمها غياب المعلومات الحقيقية ولهذا لا بد أن نعوِّد أنفسنا على الصبر، فأول ما يبرز لنا عند أي عمل هو الفشل لكونه أصل، ثم يبدأ النجاح في التشكُّل فلا نجاح يأتي دفعة واحدة، بل لا بد من الصبر لكي نحقق الظَّفَر
ما عوامل النجاح؟
بعد أن وضعنا في الاعتبار أن الأصل في الأعمال هو الفشل، وأن محو هذا الأصل يتم عن طريق تحقيق عوامل النجاح الواحد تلو الآخر.
أولاً: تحرير الطاقة المكبوتة والتي يشلُّها القلق، وذلك عن طريق توطيد العزم وتعويد النفس على تقبُّل أسوأ النتائج.
ثانيًا: لا بد أن يقف على أرض ثابتة (خالية من الانكسار، والتخوُّف، والقلق، والحماس) ليتسنى له التفكير بشكل صحيح
ثالثًا: لا نُلقِ بجميع أسلحتنا دُفعة واحدة عند بداية العمل، سواءً المادية أو المعنوية.. ليكُن لدينا دائمًا جديد نقدمه.
رابعًا: عندما تبدأ علامات النجاح تلوح لنا؛ لا نُلقِ ببقية أسلحتنا لكن نحتفظ بالعديد منها للحاجة، فنحن لا ندري ماذا سيستجد من تغيُّر في مسار العمل.
خامسًا: لنكُن على يقين بأننا إن لم نزرع بذرًا جيداً اليوم فلن نحصد ثمراً طيباً غداً.
سادسًا: العمل على جعل عناصر النجاح جميعها تحت السيطرة، وبدون هذه العناصر لن نحقق نجاحاً، بل سنكون كمن يزرع بلا بذر.
سابعًا: نعود أنفسنا دائماً على تقبُّل النقد الموجَّه إلينا, فالحسد رذيلة قديمة بقدم الإنسان (ويختلف عن المنافسة التي تخلو من الرغبة في إدخال الضرر على الغير) فسنجد من الحاسد التعليقات المُرَّة والتشويه المتعمد لأعمالنا الناجحة والتضخيم الجائر لأخطائنا التافهة.
ثامنًا: لنعود أنفسنا على الصبر، فأول ما يبرز لنا عند أي عمل هو الفشل لكونه أصل، ثم يبدأ النجاح في التشكُّل فلا نجاح يأتي دفعة واحدة، بل لا بد من الصبر لكي نحقق الظفر.
تاسعًا: اتخاذ كامل الأسباب, فلا بد من الخطوات الإيجابية، فلن نحقق نجاحاً ونحن معتمدون على التمني، فالنجاح يتفاوت بتفاوت الهِمم وقد قال الشاعر العربي:
وما نيل المطالب بالتمني
ولكن تُؤخذ الدنيا غلابا
عاشرًا: لنعلم أن النفس بطبيعتها تحب الأسهل، وتركن إلى الأهون، ولا تحب القيد، لذلك لا بد من مجاهدتها في كثير من الأحيان وتعويد النفس على التحمل والصبر والجهد، ولا بد أن يكون هذا كله من بداية العمل، يقول الشاعر:
إن الغصون إذا قوَّمتها اعتدلت
ولا يلينُ إذا قوَّمته الخشب
لاننسَ الاستشارة ثم الاستخارة، فلقد قال الله لنبيه محمد :"وَشَاوِرْهُمْ فِي الأْمرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ".
قد يعتقد البعض أن مقياس النجاح هو ما يظهر من ارتفاع في الأرقام المادية، وما عدا ذلك يُعد فشلاً، ولكن الحقيقة أنها وإن كانت الأرقام تُظهر علامات نجاح معينة إلا أن هناك علامات أهم من الأرقام, وهي ما يخالج نفس المرء من ارتياح واستقرار من النجاح.
محمد سيف عبدالله
الفشل تجربة وخبرة للمراجعة 1466