أصيبت اليمن بمصيبة كبرى لم تحدث لها ولم تُصَ بمثلها من قبل، أما هذه المصيبة فالرئيس الكارثة عبدربه منصور هادي وهو موضوع حديثي ... فهادي إلى هذه اللحظات وحسب الوقائع والأحداث التي تعيشها بلادنا حالياً يعتبر أسوأ رئيس لليمن .. وأسوأ رئيس عربي...
كشفت الأحداث والكوارث التي مرت وتمر بها اليمن أن هادي لم يكن مخلصاً ولا أمينا وأنه كان مخادعاً وأنه خذل الشعب وحطَّم أحلامه ... هادي الذي علَّقنا عليه ــ بعد الله ــ آمالاً عراض وأنه المنقذ الذي سيكون على يديه بناء دولة اليمن الحديثة إلا أنه دمر وأجهز على ما تبقَّى من أنقاض دولة ... هادي سخر منا جميعاً واستهزأ بهذا الشعب الذي التف حوله واصطف لمؤازرته ...
هادي أفعاله عجِز الاوائل أن يأتوا بمثلها ولن يأتي أحد بعده بها أو بأسوأ منها ... حيث أنه سقط وأسقط مؤسسات الدولة ومعسكراتها بأيدي مليشيات الحوثي في سابقة هي الأولى من نوعها ، سابقة عمل مُخزٍ ومعيب ... لا أستطيع ان أصف ما فعله هادي بحق اليمن ودولة اليمن إلا بالقول إن هادي جمع السوء كله وأن السوء وأخواته حصري في الرئيس هادي ...
سيدوِّن المؤرخون أن الرئيس هادي جعل من الجيش اليمني جيشاً فاشلاً ومهزوماً وغبياً ... جيشاً لا عقيدة له ... جيشاً بلا ولاء وطني ... هادي جعل العالم يتحدث عن انهيار مفاجئ ومُخزٍ للجيش والأمن اليمني ... هادي جعلنا نشعر بخيبة الأمل ونشعر بالعار إزاء هذا الجيش الذي جعل منه أضحوكة العصر..
إننا ــ والله ــ نتقطع ألما وحزناً ونحن نشاهد ونتابع إعلام العالم كيف يسخر منا ومن جيشنا!! كيف سيطرت مليشيات مسلحة على ألوية ومناطق عسكرية في دقائق معدودة ؟! و أن عشرين مسلحاً حوثياً يتمركزون على بوابة لواء فيه أكثر من ألف جندي وضابط ولا يستطيع هؤلاء الجنود والضباط الخروج والدخول إلا بإذن من المسلحين ...
أُهينت دولة اليمن وجيشها نتيجة لتناقض وعجز رئيسها؛ حيث أفضى عجزه وتناقضه الى استسلامه وخنوعه لإرادة جماعة مسلحة كانت مُطالَبة بتسليم سلاحها... ولكن ولأن الرئيس هو الرئيس هادي الذي أفزعنا بفجائعه ومفاجآته التي أرعبتنا وأضحكت العالم علينا؛ لهذا أقدمت جماعة الحوثي على نزع سلاح الدولة وجردت هادي من جيش ومعسكرات هو قائدها الأعلى، فأصبح تحت رحمة هذه الجماعة لأنه أتى بما لم تستطعه الأوائل.!!!!.. ولغرابة موقفه وتعامله مع ما جرى ويجري قد تكون أفضل صفة تناسبه هي الرئيس المعزول سريرياً !!!!
سقطت صنعاء وسقطت الدولة وهادي ما زال منكراً... قراراته تُلغى وتسقط قبل أن يجف حبرها ... هادي جرَّد نفسه من كل مقومات وصلاحيات رئيس دولة ... وضع نفسه في هذا الوضع المهين بنفسه ، لأنه أول رئيس يتآمر على نفسه ... بدأ التآمر عندما قام بتصفية وإقالة كل المخلصين الذين كانوا له السند والظهير والمُعين وبعد تصفيتهم لم يجد ما يتآمر عليه، فتآمر على نفسه وانقلب على نفسه بنجاح.
خلاصة الأمر إنني بعد بحث وتحرٍ لم أجد لهادي شبيهاً إلا تلك الشخصية المتناقضة المخادعة الغريبة المتمثلة في شخصية "أبي دلامة".. ذلك الشاعر الذي يتقن الهجاء وكان يهجو كل من حوله وفي ذات يوم لم يجد أي شخص يهجوه بعد أن قام بتصفية كل محبيه ومعجبيه بسهام هجائه وسخريته منهم ... فلما أصبح وحيداً نظر يمنةً ويسرة فلم يجد أحداً يهجوه؛ فنظر إلى ماء نهر أمامه فجلس ينظر إلى نفسه في الماء فأنشد أبيات شعر هجا فيها نفسه قائلا :
ألا أبلغ لديكَ أبا دلامة
فلستَ من الكرام ولا كرامة
جمعتَ دمامةً وجمعت لؤماً
كذاك اللؤم تتبعه الدمامة
إذا لبس العمامة كان قرداً
وخنزيراً إذا وضع العمامة
أحمد الحمزي
الرئيس المعزول سريرياً ... !!! 1460