ربما أصبح الشارع اليمني في حيرة من أمره من مقتضياتٍ ومن حقائق ونوايا القيادة ممثلة بالرئيس هادي بعد كل حصل وماهو حاصل الآن في منظومة الدولة المركزية, فالأمور باتت واضحة ومكشوفة لاسيما بعد اتفاق السلم والشراكة, فماهي مدخلات ومخرجات ومقاصد التأخير والتخبُّط وسرد الأعذار الواهية على عدم وجود شخصية يمنية نزيهة ومستقله يتم تكليفها رئاسة الحكومة الجديدة؛ فمثل تلك التوجُّهات والمماطلة لاشك أنها تضع اليمنين والعقلاء والأكاديميين والمفكرين تحت سقف التهميش والاستهانة والإقصاء والتمييز الفكري والمناطقي والعنصري لمئات الأرقام الوطنية بل لآلاف الشُّرفاء والوطنين وأصحاب الكفاءات وكأن كرسي رئاسة الحكومة وما شابهها لا تنطبق ولا تصلح إلا لتوجُّهات محدودة ومنسوبة لـ"زعطان" أو لـ"فلتان" أو لمن أيَّدته وزكَّته الأحزاب السياسية أو الجماعات والمكونات المسلحة والقبلية.. فمن هذا المنطلق لم يتبقَّ للرئيس هادي ولمستشارية إلا أن يقولوا اليمن خالية من المؤهلين وربما يصرحوا بأن الجهات المعنية قد طلبت وتعاقدت مع رئيس للحكومة من الخارج, فهل يُعقل أن يصبح الشعب على مثل تلك المفاجآت, قد ربما, لا نستغرب ذلك؛ لأن المتصدرين للمشهد والمستشارين كلهم متحزبون وكلهم يمثلون توجهات مختلفة, فكيف سيبحثون على شخصية مستقلة؟ لأن الجميع من المؤكد أنهم يفتشون عن رقم ربما يتوافق مع توجُّهاتهم ويكون كما يزعمون شريطة الاستقلالية والنزاهة وهذا أعتقد لا يوجد في اليمن, فالجميع ــ من المؤكد ــ ينتمون وينتسبون لمنطقة معينة ولإقليم ومحافظة معينة ولتوجُّه ولكيان "مؤدلج" ومؤطَّر أو حتى على الأقل مُبرمَج ومقتنع . فالمبرهنات والمعادلات لا تفسد للود قضية, المهم أن يكون صاحب كفاءة واقتدار, وعلى هذا المنوال ربما تتحقق السذاجة والبلادة والتخلف وعدم المصداقية أن نضيِّع الوقت ونُهدر القدرات على أن نبحث عن المصالح الفردية ونترك المصلحة الوطنية واليمنية الشاملة وهذا قمة الإخفاق والفشل الذريع الذي نبحث ونتجه إليه ..فالوطن واليمن والشعب أهم من ذلك كله يا رئيس الدولة ويامستشاريه!! اتقوا الله, فالمهم أن يكون الشخص الذي تبحثون عنه صاحب قُدرة وإدارة وحنكة ومرونة وتقبُّل وعلاقته واسعة كان من يكون وينتمي لأي قوى أو جماعة.. أما إذا ظللتم تنظرون بعين واحدة فقط.. وحريصون على إرضاء أطراف بذاتها فلن تخرجوا ولن يخرج الشعب إلى طريق ..فإذا كانت تلك المعضلة بعينها فما عليكم إلا أن تلبوا طلباتهم أو أن تقبلوا الوضع كما هو وتستسلموا كما تعوَّد الشعب منكم وكما عودتموه ..وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم.. والله المستعان.
د.فيصل الإدريسي
الحكومة التي ينتظرها الشعب..!! 1266