موجة الإرهاب التي تنتشر اليوم في الكثير من الدول العربية والأجنبية لا تقل اتساعاً وخطورة عن موجة الإرهاب التي نعاني منها في المدن والقرى اليمنية.. وإن كانت هشاشة الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في بلادنا تجعل مشكلة الإرهاب عندنا أكثر خطورة وأفدح تأثيراً! وإذا كانت موجة الإرهاب عندهم تنبع من اتجاهات عنصرية قديمة وأفكار سياسية متطرفة تغذيها تحولات اقتصادية مفاجئة اقترنت بانهيار النظام الشيوعي وغياب قبضته الحديدية التي هيمنت على فكر الناس وسلوكهم أجيالاً متوالية.. فإن موجة الإرهاب عندنا تنبع من أفكار دينية مشوهة وسلوكيات رجعية متعفنة تغذيها أوضاع اقتصادية خانقة وبطالة شبابية قاهرة..
ومعنى ذلك أن الإرهاب له جذوره وأسبابه الاجتماعية والفكرية والسياسية وأن تحليل هذه الأسباب إلى عناصرها الأولى هو البداية الحقيقية لمواجهته.. وينبغي ألا نصاب بالقلق والجزع ونفقد أعصابنا حين نتصدى لهذه الظاهرة كما تتصدى لها دول العالم الأخرى.. ولا توجد دولة في أوروبا ومعظم الدول العربية لا تواجه خطر الإرهاب والعنف السياسي.. ولكن مواجهته تتم بأساليب علمية موضوعية ومدروسة، هناك حوادث إرهابية تحدث في دول العالم ولكننا لا نريد أن نوضح أو نذكر ذلك لأن الكثير منا على بينة، وإدراك لا نريد أن يرتفع الضغط والسكر في أجسامنا فوق الذي نعاني منه.. كما لا نريد أن نقارن أنفسنا ببعض الدول الأوروبية أو العربية أو غيرهما التي تواجه الإرهاب بوسائل متنوعة فليست لدينا الإمكانيات الاقتصادية ولا المستوى الاجتماعي والتعليمي.. ولكن لدينا الأساليب والمناهج التي يمكن أن نطبقها في حدود ما تسمح به الإمكانيات بحيث لا يقتصر العلاج على الضبط والملاحقة والسجن أو القتل خارج القانون أو بطائرات بدون طيار..
لذا نقول: نعتقد أن هؤلاء الإرهابيين الذين ينسفون ويطلقون الرصاص على الآمنين ويسفكون دماء الأبرياء ويقتلون الأطفال لم يفهموا معنى الرحمة التي جاء بها الإسلام، وأرسل من أجلها رسول الإنسانية ـ صلى الله عليه وسلم ـ وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ـ وفي يقيني أنهم لم يدركوا أن آيات الرحمة وصورها المتعددة كانت تعطر تاريخ المسلمين بأسمى ما عرفته البشرية وأطهر وأطيب وأعظم وأكرم ما عرفه الناس ووجدوا فيه سنداً قوياً لمن أظلهم الدين بظله الرحيب.
أحمد عبدربه علوي
الاجرام والفقر يساوي إرهاب 1264