بمباركة من المجتمع الدولي وفي المقدمة الولايات المتحدة الأميركية، تفنن المبعوث الأممي إلى اليمن السيد جمال بن عمر في كتابة سيناريو أقل ما يمكن وصفه ـ عن حق ـ بفلم هوليوود الرائع.

سيناريو الفلم- الذي لعب بطولته زعيم جماعة الحوثي عبد الملك بدر الدين الحوثي- تخللته أحداث غامضة وخطة فيلم شديد الحبكة لم يتوقع نهايته أو ما يرموا إليه أذكى المراقبين السياسيين والمحللين الدوليين.

الرئيس عبد ربه منصور هادي- الذي أخرج- ببراعة- فيلم سقوط عصافير الإصلاح والمؤتمر بحجر الحوثي- أتقن بكفاءة الدور الموكل إليه وتمكن من قيادة فريق العمل بكفاءة وحنكة عاليتين وأوهم المشاهدين والمتابعين للأحداث الأخيرة بأنها واقعية ولم تكن مرتبة ومخطط لها بأي حال من الأحوال بدءً من دخول الحوثيين محافظة عمران وإسقاط اللواء 310 مدرع إلى أن سقط معسكر الفرقة الأولى مدرع وجامعة الإيمان داخل العاصمة صنعاء في بضعة أيام.

الفلم- الذي يمكن أن يطلق عليه اسم سقوط عصافير الإصلاح والمؤتمر بحجر الحوثي- بدأت تظهر ملامحه بعد سقوط معسكر الفرقة الأولى وجامعة الإيمان ووقوف بقية الألوية العسكرية دون أن تحرك ساكنا.. ليظهر بعدها رئيس الجمهورية وكاتب السيناريو بنعمر وهما يباركان ـ دون خجل ـ توقيع اتفاق السلم والشراكة ولم يتطرقا حتى من باب حفظ ماء الوجه إلى سقوط العاصمة في أقل من 6 ساعات تزيد دقائق أو تنقص أخرى غير مدركين أن الشعب ليس بهذه السذاجة والغباء واللا وطنية ليتجاهل أن العاصمة قد سقطت في ظروف غامضة ومباركة رئاسية وقيادية أكثر غموضا في مواقفها وتصرفاتها..

المضحك أن من شارك الحوثي وجماعته لم يتوقع نهاية الفيلم أو أن النصوص الأخيرة للفيلم لم تسلم له كي لا تضيع عليه الإثارة لنجد المتحدث باسم جماعة الحوثي يفاجئ للمرة الأولى الإعلام ـ عن طريق فضائية العربية ـ بأن الرئيس علي عبد الله صالح شخصية سياسية وجماهيرية مهمة ولا يمكن نكران مواقفها . الغريب عن حق أنه -وبعد ساعات قليلة- تصدر جماعة الحوثي بيانا مفاده أنها لم توقع على المبادرة الخليجية وأن الرئيس علي عبد الله صالح لا يتمتع بالحصانة.. ما يدل دون شك أن الرئيس السابق وحزبه قد طلب طلبا أزعج الحوثيين ليضطر الأخير لإشهار كرت الجوكر ليسقط به حزب المؤتمر ويضعه خارج الدائرة.

بقصد أو بدون قصد جاءت التحركات في صفوف وأحزاب المكونات الجنوبية لتكشف الجزء الثاني من الفيلم فلا يفوتكم الجزء الثاني..