احتدمت- في الآونة الأخيرة- حرب الصور الفتوغرافية على المواقع وصفحات التواصل الاجتماعي كحالة إعلامية صاحبت الأحداث السياسية والأمنية والعسكرية الكبيرة التي تمر بها البلاد على خلفية سقوط أو تسليم أو استسلام العاصمة صنعاء لزحف مليشيا الحوثي القادمة من أدغال شمال الشمال..

الملفت هو ما تخلل ذلك من شائعات إعلامية مقصودة ومتبادلة وتستهدف إثارة بلبلة كبيرة في إطار الدس السياسي الرخيص ورمي التهم و التخوين والتلاعب بالأوراق في خضم الصراع الحزبي الممقوت بين فرقاء العمل السياسي والذي نشأ منذ اندلاع أزمة 2011م بين المشترك وشركاءه والمؤتمر وحلفاءه وهو الصراع الذي وظفت خلاله كل مقومات وثوابت الدولة اليمنية بما فيها المؤسسة العسكرية والأمنية التي كان يجب إبعادها تماما عن ميدان اللعب السلطوي القذر باعتبارها حامية الوطن وحارسة المكاسب...

لم يتوقف الأمر مؤخرا عند اتهام وحدات النخبة بالجيش اليمني التي كانت تعرف بقوات الحرس الجمهوري و القوات الخاصة بعد أن طالتها يد العبث والاستهداف منذ وقت مبكر تحت شعارات الهيكلة او الهيلكة كما اسماها يومها الكاتب والشاعر الكبير الأستاذ/ غائب حواس...

لم يتوقف الأمر عند اتهامها بالمشاركة في اجتياح صنعاء وتنفيذ عملية إسقاط التلفزيون والفرقة وجامعة الإيمان...

ليطال السوط هذه المرة أجهزة أخرى كجهازي الأمن القومي والسياسي ووحدات أخرى وبنفس الطريقة التي يسلكها الطرف الآخر جماعة الحوثي في تبريرها لاستهداف الفرقة والألوية التابعة لها تحت دعوى ساذجة تدعي أن هذا الجزء من الجيش ماهم إلا عناصر داعشية وإرهابية..

وبالتركيز على حرب الصور فقد نشرت صورا مزيفة مجهولة المصدر لأشخاص و ضباط وطنيين و مهنيين وهم يجلسون علي كرسي اللواء الأحمر بالفرقة المنحلة ويعلوهم الشعار وصورة زعيم جماعة الحوثيين ويتم تداول بعض هذه الصور الأمر الذي فوجئ به هؤلاء الأشخاص المستهدفون واستغربوا انحطاط المتورط بهذه الأعمال ممن يصطادون في المياه العكرة بلا وازع أخلاقي أو وطني..

ولأن المستهدفين لا يعرفون مصدر هذا العمل المشين فانهم يطالبون من سلطات الدولة وأجهزتها فتح تحقيق عاجل بهذا الموضوع الخطير كما يطالبون جماعة الحوثي أيضا بإعلان موقفها من هذه الصور المدبلجة و كشف من يقف وراءها....

وحسب احد المتضررين من هذه الصور فانهم فضلوا عدم التصعيد الإعلامي احتراما للوضع الحساس الذي تعيشه البلد و سيقومون بإبلاغ مورسيهم لاتخاذ ما يلزم....

بدورنا نحن نطالب بإيقاف هذه المهازل ومن أراد تسويق الموضوع لغرض سياسي فهو يجني على نفسه وعلى الوطن..

 والله من وراء القصد.....