لقد توافق اليمنيون في مؤتمر الحوار الوطني وقبل ذلك في المبادرة الخليجية على نبذ العنف وعدم استخدامه لتحقيق مكاسب سياسية، وقد توافق ذلك مع قرارات مجلس الأمن الخاصة باليمن.. بعض الأطراف اليمنية ممن حضرت وشاركت في مؤتمر الحوار الوطني للأسف هذه الأطراف خيبت أملنا وكذلك ناقضت ما ترفعه من شعارات، والموقف الأخير لجماعة أنصار الله أثار استياء لدى دول الإقليم ودول كبرى كأمريكا.. هذا الخروج عما اتفق عليه باعتماد الحوار السلمي فقط طريقا ومنهجا للوصول إلى الأهداف السياسية، والذي سلكته جماعة الحوثي أحدث خللا في الواقع اليمني والتأثير الإقليمي لصالح إيران على حساب أشقائنا في دول الخليج والمملكة بالذات سيواجه بردود أفعال سياسية تجاه الواقع الجديد.
وقد رأينا كيف صدرت تصريحات بهذا الشأن من المملكة والإمارات ولاحقا أمريكا والأخيرة أعلنت أنها قريبا ستوقع عقوبات ضد شخصيات من الحوثيين.. التفاعلات هذه سيتم اتخاذها بعد أن صرحت شخصيات إيرانية إزاء ما حدث واعتبرت تلك تأكيدات من إيران على تدخلها في شؤون اليمن ورأينا من كان ينكر الارتباط بإيران، رأينا أن الخروج ضد الجرعة قد توج بمهاجمة مقرات أمنية من أجل إطلاق سراح رجال الحرس الثوري وحزب الله، ولا أدري هل جماهير الجرعة، قد صدمت حينما سخر جهدها لذلك الإطلاق..
إيران كدولة إسلامية مرحب بها، أما خلخلة المجتمع اليمني فغير مقبول.. الزيدية تجذرت في اليمن لأنها من تربته، ولم تنشأ دولة زيدية سوى في اليمن.. تحويل الزيدية في اليمن إلى أثني عشرية خروج عن الأصل وعن التعايش وخلق واقع جديد سيصبح بؤرة توتر وحروب اليمن في غنى عنها ودول الجوار كذلك..
تذكروا التاريخ جيدا واستوعبوه, فلقد حاولت نفس الأسرة الحوثية تقريبا تحويل المذهب (الزيدي) إلى الاثني عشري.. وذلك في القرن السادس أو السابع الهجري، ولكنها جوبهت بحروب طاحنة راح ضحيتها قرابة نصف مليون نسمة، وقد كان الزيود هم أول من تصدى لذلك الانحراف، ويجب أن تتذكر قيادة الحوثيين أن إخلال التوازن الداخلي والإقليمي لن يمر دون ردود فاعلة، وما التصريحات- التي صدرت من دول كبيرة من الدول العشر- إلا بداية لفت نظر للحوثيين ومن يسندهم.. ويجب أن يتعظوا فتلك الدول تعي ما تقول ولا تلقي تصريحاتها للاستهلاك الإعلامي.
سالم لعور
الموقف الدولي من الكسب السياسي بقوة السلاح 1037