تمنحنا الأقدار أجمل ما نتمنى في لحظة فارقة مباغتة, تتسلل كطيف أبيض, كنسمة سحر باردة في صيف أوجاعنا فتطفئها!
تدهشنا روعة المفاجأة, وقد يبرد الشعور لدرجة يتضاءل معها وهج الفرح..!
ذهول صامت يُغرق الوجدان في بقعة ميتة من الكيان..!
صوت الأمل المتضائل يتساءل: هل هذه هي أغلى الأمنيات وهل أضحت حقيقة ماثلة أمامي ؟
كيف أتت مخترقة أكوام المصاعب وتجاوزت العقبات لتظهر في حياتي وتباغتني بهذه الطريقة ؟!
تتراكم قمم من الشكوك, وينشغل الفكر بفحص هدية الرب جلَّ وعلا عن الابتهاج بها!
كنتَ متلهفاً ولزمن طويل لتنال هذه الفرصة, لتصبحَ في هذه المنطقة من خريطة قدرك والتي تهت عنها دهرا , وها أنت هنا في المكان الذي يليق بك , ونلت ما تستحقه فلمَ الذهول والتشكك؟!
الوجع خط أخاديدا من صدمات متوالية شوَّهت منطقة الفرح في وجدانك !
وها هو ذا عدوك الأزلي يضرب بمعوله على تلك الأخاديد ليزيد الأمر سوءاً " ليحزن الذين آمنوا .." إنها أهم و أدق مهامه والتي يكرِّس لها أوسع حيله ويخصص لها أوسع غرف عملياته التخريبية لإفساد حياة الإنسان على هذه الأرض ..!
كثيراً ما نحصل على أعز ما نتمنى في الوقت الذي تملؤنا فيه قناعة باستحالة الفوز به!
لا يلزم لحدوث ما تتمنى سوى قوله جل وعلا: "كن فيكون" خاصة إن كنت قد بذلت جميع الأسباب, وتعلق قلبك بمسببها فلسوف تأتيك حتماً, وربما من حيث لا تحتسب!
أجمل أقدارنا أتتنا من حيث لا نحتسب؛ ربما ليعلمنا ربنا بأن تدبيره لنا هو فوق تدابيرنا لأنفسنا, وفوق قدراتنا!
نعلق أعيننا وقلوبنا على باب معيّن, وقد نذرف الدموع عندما يستعصي علينا فتحه, ونهدر الكثير من الوقت في اللبث أمامه, وفجأة يفتح لنا باب مشابه؛ لكن في بقعة مغايرة؛ فتشرق الأحلام من هناك , وعندها يكون اختبار الشكر؛ فلا تمنح عدوك "إبليس " أغلى أمانيه بتثاقلك عن الفرح بها؛ فينجح في تغييبك عن فضيلة الشكر المربحة " ولئن شكرتم لأزيدنكم "..!
فإبليس توعَّد بإفشالنا في هذا الاختبار بالذات أمام الرب جلَّ وعلا قائلاً: " ولا تجد أكثرهم شاكرين " !!
نبيلة الوليدي
أقوى المعارك الإبليسية ..!! 1175