;
محمد أمين الكامل
محمد أمين الكامل

مستقبل اليمنيين بعيد والمتقطعيون في الطريق 1821

2014-10-02 11:24:53


مفارقات عجيبة بيننا وبين الآخرين كمسلمين في هذه الأيام.. الحجاج يرفعون أياديهم طالبين الرحمة والمغفرة والتوبة من الله، واليمنيون يحملون السلاح وأياديهم على الزناد, طالبين الفناء والقتل لبعضهم متخذين مشروعيتهم في الوجود من الله، بلد غاب فيه المخلصون والمبدعون وظهر فيه دعاة الفوضى والمسلحون، بلد سكت فيه الحكماء واختفت فيه المرجعية، بلد ظهر فيه الظالمون والفاسدون وأزيحت منه الكوادر الوطنية الكفؤة والنزيهة، بلد توسعت فيه السلوكيات المخالفة وتعددت فيه الثقافات المضرة، بلد لا يوجد فيه خطط أو برامج لكي ننتقل إلى الأفضل مثل بقية البلدان بلد الطريق فيه غير واضح مجهول المعالم لأنه يعيش على برامج الاختلاف ومسارات الأحزاب والجماعات محصورة في الصراع، بلد المتصارعين فيه بعيدون عن المبادرة وليس لديهم حلول ولأن اليمن ليست في قلوبنا جميعاً قادة وساسة ومواطنون لا يمكن عبور الطريق بسلام وأمان، مستحيل أن يكون الطريق آمناً وأمامنا متقطعون، تساهلنا معهم، جاملناهم وقبلنا بسلوكياتهم وتصرفاتهم وأصبحنا لهم مؤيدين ومتفرجين، ومن الصعب الوصول معهم بأمان إلى محطة الوصول بشخوصهم وأفكارهم التي لم تكن هي الهدف لهذا الشعب أو مطلب من مطالب المخلصين في هذا البلد لقد تركزت رؤيتنا للحياة في هذا البلد على زراعة القات ولبس السلاح وصناعة التجميع المبنية على المواد الحافظة القاتلة للإنسان إلى جانب تناولنا للمواد بغير المواصفات مع صناعة الشمة في البدرومات.

 اليمن يعيش على الثارات والرشوة والمحسوبية والمجاملات، لقد عانينا الكثير بسبب إصرار الخصوم على التفرد بالسلطة والحكم وإدخال البلاد في أنفاق مظلمة كل له مشروعه ووجهته غير مكترثين أو مفكرين بما يتعرض له هذا الشعب من مصائب وكوارث وأضرار جعلت الشعب اليمني من أواخر الشعوب وأواخر البلدان فهل جاء الوقت للسياسيين للتفكير بما يكون, ويغيروا نظرة هذا الشعب لهم ويتركون الطرق المليئة بالعمالة والمخاطر والتي يسلكها المتقطعون وهي وسيلة من وسائل البقاء لهم وبهذا النهج لا يمكن الوصول إلى محطة النهاية بسلام وأمان وما يجب على المتقطعين الذين أصبحوا معروفين لدى شعبنا والتي تلاحقهم أحقادنا ولعناتنا ومصيرهم القادم المجهول الذي ينتظرهم بعد ترك الدنيا والانتقال إلى الآخرة وما عليهم- قبل فوات الأوان- سوى إعلان التوبة الخالصة لله والبحث عن رضا هذا الشعب الذي عانا الويلات منهم وما أكثرهم وهم يمنيون يحملون راية التآمر والعمالة على شعبهم وبلدهم متصدرين مع جموعهم وحشودهم ألوية الخراب والدمار بدلاً من مشاريع تنقل هذا الشعب إلى التقدم والرقي، ومع الأسف مازالت الطرق محفوفة بالمخاطر والطريق طويل ومليء بالمتقطعين والأمل بعيد فيه الجهالة والظلام والأهواء والأطماع والأحقاد نتج عنها الحروب والاغتيالات والقتل والذبح والتشريد لمن هم ضعفاء ومساكين في مناطقهم والنهب للممتلكات التي يعتبرونها فوداً وليست داخلة في قانون الحرام..

 المتقطعون تفننوا في صناعة الأزمات ومشاريعهم لنا هي الدمار ثم حفر الخنادق والأنفاق لقد خططوا وتوزعوا ثم أحكموا السيطرة بصبغة التأييد لمن يحشدونهم من المعتصمين والمتظاهرين هذه هي برامج الأحزاب والجماعات في اليمن، عقود من الزمان واليمن يتموضع في ذيل الدول الفقيرة والدول الفاشلة والدول ذات الأكثر فساداً في العالم بسبب سوء الإدارة للسلطة والثروة لأن القائمين على شئوننا يريدون أن يتفردوا بمصير الوطن ومقدراته، لقد استخدموا من ليس لهم وعي في شعبنا واعتبروهم القوة التي يدمرون بها اليمن، وهذه القوة هي أدوات الحماية التي يحكمون بها ويستخدمونها بسفك دمائنا وهي النهاية لأرواحنا البريئة التي تزهق على أيدي من يحملون الأحزمة ومن هم بالمترات ملثمين الذين يغتالون فلذات أكبادنا، الطريق الموصلة إلى الطموح بعيدة في اليمن لأن أمامنا كل عوامل الإعاقة وعوامل الإحباط والخوف من القادم المجهول ووقف الانهيار بفكرهم غير منظور وجعلوا من حياتنا كلها مليئة بالآلام والتي تتمثل في استمرار الوضع على ما هو عليه والتي لا تقبل النظام ولا القانون، ونكون دائماً على موعد يومياً لا همّ لنا سوى البحث للكثير من أبناء هذا الشعب عن الغداء والعشاء والنوم بأمان وسلام لكي يضل الوطن في أيدي المتقطعين، وكيف تبتعد عنّا المشاكل التي زادت من آلامنا وأضاعت حقوقنا وأصبح المواطن لا يستطيع أن يبتعد عن المعاناة التي يواجهها ويكون شغله الشاغل في البحث عن قوت يومه وكيف يؤكل أولاده ويُصان ماله وعرضه ولا يُسأل عن أحقية حصوله أو كيفية الحصول على حقوقه التي لم يراها في هذا البلد والتي لم تتحقق منه، أبسط الأشياء وهي الأمن والاستقرار والعيش بسلام بسبب الوضع السياسي الذي أوصل البلاد إلى ما هي عليه والتي جعلت من اليمن مسرحاً للخراب والدمار والإرهاب وموقعاً لارتكاب الجريمة وسوقاً لتهريب المواد والمخدرات ويظل السلاح والقات وسيلة من وسائل الفساد الإداري والمالي وصفة من صفات التخلق بالعادات.

 إن استمرارنا بهذا الوضع والكراهية التي تعمقت والتي تم اختلاقها وصناعتها من قبل من يتقدمون ومن يرسمون استراتيجيتهم على الفوضى والدمار لن ترى النور وفي اليمن رجال مخلصون، ومع ازدياد الأطماع وصل اليمنيون إلى حالة الانهيار وتم الابتعاد عن الأخلاق والتعامل الذي كان يتصف به الأجداد، كل شيء كان جميلاً يضاف لليمن في الماضي لمن شيدوا المدرجات والسدود والقصور أصبح لا يتصف به اليمنيون في عهد الساسة المتقهقرين الذين يقطعون كل عمل جميل بسبب ما يمارسه الساسة المتحزبون من فساد.

إن اليمن هي الدولة الوحيدة التي لم تستقر في المنطقة بسبب إبعاد المخلصين عن مصدر القرار وجعل اليمن في أيدي المخالفين والفاسدين، إن ما يمارسه الساسة تجاه الشعب والذي يؤصل في نفوس الكثير فقدهم للهوية الوطنية وهكذا يمارس الضغط على من يعيش داخل الوطن ومحاربتهم كانوا مستثمرين أو تجارا أو مغتربين ولمن ليس لهم غير وطنهم مكان، صابرين ينتظرون من الله الفرج بسقوط كل الأيادي التي خانت وباعت الشعب والوطن.

في اليمن يتجاهلون الساسة أن لكل ظالم نهاية وسوف يأتي رجال يقدرون ويضعون العقل والحكمة والفكر مكاناً ويعملون على نشر الآمن و السلام بلدنا اليوم لا يوجد بها ما يسمى بوسائل الضغط والتأثير مثلما بقية الدول أو بمجموعة الرفض للحروب أو الأزمات ولا يوجد بها من المسئولين من يقدمون استقالاتهم ويرفضون السلوكيات التي تلغي الحقوق والواجبات، لقد اتخذنا في اليمن مساراً باطلاً سالت على ضوئها أنهاراً من الدماء ونهبت مقدرات البلاد وكل فريق له أعوان ومؤيدين وضاع الآلاف من الشباب وقتل المئات والآلاف من الأبرياء الذين يسيرون في الشوارع ونهبت المصالح والبيوت والمعسكرات وشردت الأسر ويتم الأطفال وترملت الأمهات تحت مسمى محاربة الباطل والفساد ولأنه لم يتحقق شيء مما تدعيه الأحزاب والجماعات لأنهم منبع الباطل كله في اليمن فلا يوجد جهد للعلماء أو الدعاة ولا يوجد مجاهدة لأي من الفئات التي تريد الخير لليمن ولا يتخذ في ميدان الدعوة دعوة الناس بالحكمة والموعظة من قبل العلماء والوعاظ والخطباء والمتحدثين وحتى من هم طلاب في علوم الشريعة والدين لا يوجد لديهم نية في إنقاذ الناس من الذنوب والمعاصي وتبيين حقيقة الدين بعيداً عن السياسية وعن أهواء الشياطين لكن الشائع في بلدنا أن الطالب اصبح عالم ومن يملك حبة أو صالون أصبح شيخ وهكذا تبدلت المساوئ إلى محاسن، ولا يوجد جهد يذكر من قبل المتنورين والمثقفين لخلق بيئة تعمل من أجل الحياة في الدنيا والآخرة والبقاء بسلام وأمان وطمأنينة، لقد تاهت بلدنا وشعبنا في الأهواء القاتلة بسبب عدم الولاء لله ثم للوطن الذي حوله أبناءه إلى حلبة للصراع وأصبح المعترك السياسي هو شغل كل الفئات وترك المجتمع يعيش في فراغ بعيداً عن كل قيمه ومبادئه وأخلاقه، لقد نجحت الأحزاب والجماعات في نقل الصراع وعممته حتى على مستوى الجلسات في المقيل وداخل مستوى الأحياء والحارات وعلى مستوى مكونات الأسر، وأصبح الكل همه ما يحدث من صراع بين الأحزاب والجماعات، لقد أفرغوا الشعب من حيويته وكل هذا الذي أوصلنا إليه هو تركنا للدين وعدم العمل بالواجب الذي علينا اتجاه بلدنا.

 لقد تأثرنا بكل ما يلهينا عن الواجبات وتحول جهدنا إلى الأخطاء والانحرافات التي عكست قدرة الأحزاب والجماعات على تأصيل وتثبيت الصراعات داخل البلاد واستمرار نزيف الدم وغياب المبادئ والقيم ولا خطوط حمراء عندنا في اليمن أو اعتبارات للإنسان ولا يوجد حدود للتصرفات بل كل من طريقه ،ظل سالماً أو قتل أو أصبح مشاغباً ثم مغامراً وانتصر، سلوكيات ليس لها حدود أو نهاية، هذا هو عهدنا بأشباه الرجال من يحلمون بتصدر القرار في اليمن لا شيء يحسب لهم سوى فلان كسب وحصّل، وفلان معه شقة في دبي ولندن، وفلان سافر بعد ما حرض ونشر، وفلان صرح باسم الشعب وباسم اليمن، وفلان يملك الحقيقة لوحده والآخرين ليس لهم حقيقة ويريد تعميمها, أصبح الشعب في اليمن بلا دولة وبلا مرجعية تحميه وتصون حقوقه ولا يمكن أن نسير على هذا الطريق ونهج الأحزاب والجماعات وكل من معه صميل ومسلحون برامجهم كلها فوهات تخرج منها حمم البراكين، تتساقط على الطريق، الطريق غير آمن وبعيد في اليمن.

اللهم واجعل بلادنا آمنة وسالمة وطرقنا آمنة وسالمة، وأرواحنا آمنة وسالمة وعقولنا وأفكارنا سالمة، واصرف عنا شر الأشرار الذين لا يريدون الخير لنا ولا لبلدنا.. اللهم آمين.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد