المدن الخسيسة وحدها تُذعن ولا وجود في التاريخ لمدن بهكذا توصيف، ليس علينا استدعاء بطولات شعب كاميلوت وهم يُخرجون المعتدين من مدينتهم.
كل المدن تستيقظ وها نحن بدأنا ترقُّب حدوث أمرٍ ما وبمرور الوقت يعتاد الكائن ما ليس مقبولاً وهكذا قد يتمكَّن الوهم الحوثي من التسلل الى القلب.
ايقاع المدينة النهائي لا ينسجم وحركة المليشيا
هم الآن يتنفسون في صنعاء بهدوء من يحاول تهدئة الضحية..
يسعون بدأبٍ لأقلمتنا ولم يعودوا الآن بحاجة إلى مزيد من الاقتحامات ولا العبوات داخل مدينة يمررون أصابعهم حول عنقها هذا تحكُّم مليشاوي يعتمد القوة فحسب وليس لديه غير وهن الدولة واقترابها من التلاشي الكلي ليبني عليه وجوداً بديلاً بلا رصاص في الشوارع ولا قتلى ولكنه يُميت فكرة الدولة اليمنية ويحاول انتزاع أساساتها الباقية ليرميها بعيداً.
تتعايشون وتعتادون معناه سأم الضحية من جهد المقاومة بحثاً عن راحة من لم يَعُد لديه ما يخسره..
هادي لن يظل واجهة للغياب. وصنعاء وإن لم تعد تسمع شيئاً عن الاقتحامات إلا أنها لن تُذعن رغم هذا الاسترخاء الظاهري.
يدرك العقل اليمني الفارق بين عدالة ميدانية وساعات إضافية من الكهرباء وبين جوهر وجود دولة ونظام متراكم وليس بعض الأمان الذي تمنحه كل المليشيات التي تُحكم سيطرتها على منطقةٍ ما ثم تدمغها بإذلال مصيري وتحرف وجهتها الانسانية بعد أن التهمت أدوات الدولة وقوّضت إمكانات الإنسان وحقه في الاختيار.
محمود ياسين
ايقاع المدينة النهائي لا ينسجم وحركة المليشيا 1414