صدق من قال بعد الحروب العوافي يا ويل من سار فيها...فبعد الحروب والصراعات تهدأ الأمور و يتصالح الخصوم ويتقاسمون المناصب و الثروات والغنائم ويظل المواطن المسكين هو الضحية المواطن الذي لا ناقة له ولا جمل في هذه الصراعات و ربما فقد ابنائه او خسر بيته او تزهق روحه ولا يجد من يواسيه أو يعوِّضه ومن أجمل ما قرأت في هذا الموضوع قصيدة شعريه تدمع لها القلوب قبل العيون كتبها أبٌ فقدَ ولده في أحداث صنعاء الدامية القصيدة للأستاذ / خالد محرم, يرثي ابنه الشهيد علي خالد قائلاً:
وداعة الله يا فلذة كبد خالد
من يد خالد محرم لا يد المعبود
أمسح دموعي بطيب الكف والساعد
ليت انك الحي وآنا الميت المفقود
ليتك ترى يا علي كِيف حُرقة الوالد
وما أرحم الأم لا مات ابنها المولود
اتخيلك يا علي في البيت متواجد
وآصيح باسمك وقال البيت مش موجود
وآقول يمكن علي في غرفته راقد
والاّ خرج للبقاله يشتري ويعود
ياناس لابني علي من حِنْ خرج واجد
ماله تأخر على ميعاده المعهود
على اللقاء منتظر لابني ومتواعد
وابني بموته على درب القدر موعود
كسرت ظهري بموتك والله الشاهد
وآخذت من عمري أول وآخر العنقود
يا غارة الله من هذا الدم البارد
كيف أصبح القتل شيمه للوجيه السود
ياموعد الطفل بالمستقبل الواعد
مال للطفولة أمل بالنار والبارود
صار الأمل في السما دُخَّان متصاعد
وحاضر الحال فتنه والمصير اخدود
إبليس ما قد سمعنا به قتل واحد
والكبر من رحمة الله خلده مطرود
وكيف سفاح يقتل آدمي شارد
ملعون ماشي على من لاعنه منقود
الله يسكن في الجنة ( علي خالد )
ويكون شافع لنا في يومنا الموعود
على دم الطفل خلك يا زمن شاهد
من يوم قتله الى يوم اللقا المشهود
أحلام القبيلي
بعد الحروب العوافي 1767